مراسل درعا : جسر
لم تكن صناعة الثلج في الداخل السوري أساسية ولكنها صناعة دخيلة لم يألفها السوريون، فرضتها الأوضاع الراهنة بعد ثمان سنوات من الحرب دفعتهم لشراء مكعبات الثلج وذلك للتخفيف من حر الصيف وإرواء ظمأهم , ويزداد الطلب عليها بشكل غير مسبوق في شهر رمضان بعد صيام يوم طويل يتجاوز 15 ساعة.
لاقت هذه الصناعة الدخيلة رواجاً كبيراً وإقبالاً ملحوظاً في المناطق التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام أو شبه تام، وما جعلها نادرة مع ارتفاع أسعار المحروقات التي تشغل المولدات المنزلية والتي يفضل المواطن شراء الثلج الجاهز بدلا من التكلفة العالية لتشغيل البراد أو الأجهزة الكهربائية حيث يصل سعر مكعب الثلج وزن كيلو غرام الى 500 ليرة سورية، بعد أن أصبح الحصول على هذه المكعبات في البيت حلماً من أحلام المدنيين مستحيلة التحقق و يبقى شراؤها محصور ضمن من استطاع إليها سبيلا.
سعيد أحد باعة الثلج في ريف درعا قال لجسر : يزداد إقبال المواطنين على شراء الثلج في هذا الشهر الفضيل نظراً لارتفاع درجة الحرارة ولأن مدة الصيام طويلة مما يضطر المواطن لشراء ما يروي عطشه خلال النهار، فنعمد إلى جلب كميات من الثلج أكثر مما هو في الأيام المعتادة غير رمضان .
أبو أحمد مواطن يستهلك الثلج يوميا قال: بسبب الحر الشديد والعطش في شهر رمضان نضطر لشراء مكعبات الثلج لتبريد الماء، ولكننا نعاني من مشكلة ارتفاع السعر فهناك عائلات لا تستطيع شراء قالب واحد من الثلج كل يوم ولا حتى كل يومين ربما ، ومع ذلك فهي تتمنى أن يكون لديها ماء بارد يوميا في هذا الشهر الفضيل .
و الجدير بالذكر ان الجنوب السوري و بعد فرض سيطرة النظام عليه قبل عدة أشهر لا يزال يحمل نفس المعاناة قبل ثمان سنوات مضت من حيث خدمات الكهرباء أو الماء التي تعد عصب الحياة لأي شعب.