جسر: متابعات:
اغتيل، فجر الجمعة، القيادي العسكري البارز في ديرالزور ياسر الدحلة، على يد مجهولين، على الطريق العام بين ديرالزور والحسكة، بحسب مصادر “المدن”.
أحد مرافقي الدحلة، قال لـ”المدن”، إنه غادر منزلاً لأحد اقاربه في بلدة الشدادي، فجر الجمعة، ولاحظ تتبع سيارة من استخبارات “قوات سوريا الديموقراطية” له. وطلب الدحلة من مرافقيه الذين يستقلون سيارة أخرى، الحذر وزيادة السرعة، لكنهم تعرضوا لكمين في منطقة بير جويف الوعرة.
ويتابع المرافق: “واجهنا 3 سيارات باشر عناصر فيها باطلاق النار من أسلحة رشاشة على سيارة الدحلة، متعمدة قتله شخصياً”. وبعد تأكدهم من إصابته بجروح بليغة، “انسحبوا بسرعة كبيرة باتجاه بلدة الصور، التي تضم مقراً كبيراً لقوات سوريا الديموقراطية واستخباراتها، بعد اشتباك سريع معنا”.
وياسر الدحلة، اسمه الحقيقي ياسر الفياض، من بلدة الدحلة التي تقطنها عشائر من قبيلة البكارة. والدحلة كانت أحد منطلقات المظاهرات في ديرالزور في العام 2011، ثم تحولت إلى مقر تشكيل عسكري قوي قاده والد ياسر الدحلة، الذي توفي لدى القتال ضد النظام على أسوار مطار ديرالزور العسكري. ولدى ظهور تنظيم “داعش”، كان الفصيل الذي يقوده ياسر الدحلة، خلفاً لأبيه، من أوائل الفصائل التي واجهته، وسقط في المواجهات معه، أحد اشقاء الدحلة. ثم فجر “داعش”جميع منازل العائلة بعدما سيطر على بلدة الدحلة. فانتقل الفصيل إلى القلمون، حيث استمر بقتال قوات النظام، ثم انتقل إلى ريف حلب الشمالي، حيث قتل شقيق آخر للدحلة في المعارك هناك.
وعندما أعلن “التحالف الدولي” اطلاق معركة ديرالزور، انتقل الفصيل إلى الحسكة، وكان أول فصيل يدخل المناطق الإدارية للمحافظة، لكن قيادة “قسد” ما لبثت أن اوقفته عن العمل، بذريعة عدم الالتزام بالأوامر، ثم اعتقلته لفترة وجيزة، بعدما انتزعت منه تعهداً بعدم المشاركة في العمليات.
مصادر “المدن” قالت إن الدحلة عاني من التهميش والتضييق طيلة العامين الماضيين، بسبب عدم انخراطه في صفوف “قسد” بالشكل الذي طلبته. ويأتي ذلك، لكونه من الرموز البارزة للجيش الحر في المنطقة، والذي يمكن أن يستقطب عدداً كبيراً من المؤيدين خارج سلطة “قسد” ونفوذها.
وكان الدحلة على رأس تمرد قبيلة البكارة على “قسد” في أيار/مايو، عندما اقتحمت دوريات منها مضافة شيخ القبيلة حاجم البشير، واعتقلت أفراداً من العشيرة. وانتهى التمرد بإطلاق سراح المعتقلين، والاعتذار لحاجم البشير، من قبل قيادة “قسد”.
وقد أشار عدد من نشطاء المنطقة أيضاً بأصابع الاتهام لـ”قسد”، باعتبار أن المنطقة التي شهدت الاغتيال، ممسوكة امنياً بشكل كبير، وقد شهدت، الخميس، تحديداً حملة أمنية كبيرة وموسعة استهدفت جمع مختلف أنواع الاسلحة الفردية، من السكان المحليين. وما زالت جموع من “قسد” واستخباراتها في المنطقة حتى اليوم.
ومعظم قادة الجيش الحر سابقاً، الذين انضموا إلى “قسد” أو قوات “التحالف”، قتلوا أيضاً في ظروف غامضة، مثل الضابط أبو إسحاق الاحواز. ولم تعلن “قسد” عن أي نتائج للتحقيق في ما يخص مقتلهم.
المدن ٢٦ تموز/ يوليو ٢٠١٩