لم تكن تدري هناء أن مقطع فيديو قامت بتصويره سيكون سبباً بقتلها في بلدتها الصغيرة بريف درعا “عين ذكر”، إذ أنها التزمت باللباس الشرعي عندما سيطر تنظيم داعش على بلدتها، ولكنها لم تستطع تحت ذلك اللباس أن تخفي الفيديو الذي أدى إلى مقتلها.
في طريقها للنزوح غادرت هناء اللبني بلدتها في نهاية عام ٢٠١٧، ولكن تنظيم داعش استوقفها ليفتش هاتفها المحمول، وإذ بمقطع فيديو قامت بتصويره، يظهر أهل القرية وهم يكبرون وهي تسب وتشتم التنظيم ومعاملته المجحفة مع المدنيين، فتم اعتقالها واتهامها بالكفر.
تتحدث إسراء عن صديقتها فتقول “عرفت هناء بطيبة قلبها، وكانت تمد يد العون للجميع، جل همها أن تربي بناتها الثلاثة وابنها، ولم يكن لها أي نشاط سياسي أو أي مشاركة في الثورة”
تتابع إسراء “مر شهر على اعتقال هناء ونحن ننتظر خروجها، لكننا فوجئنا بإصدار التنظيم حكماً بنحرها، كان وقع الصدمة قوياً، لم أتوقع أن هذا الحكم سيصدر بحق هناء، فهي لم ترتكب جريمة، وذلك الفيديو لا يستحق أن تذبح من أجله”.
حاول أهل هناء و ذووها التواصل مع تنظيم داعش لتحريرها، وعرضوا عليهم المال فدية لتحريرها أو لعدم تنفيذ الحكم، و لكن محاولاتهم باءت بالفشل، نفذ حكم الإعدام في الشهر الثاني من عام ٢٠١٨ بحق هناء حتى أنه لم يسلم جثتها لذويها.
تقول إسراء “ولأن الحياة تستمر، فأطفال هناء يكبرون الآن برفقة والدهم وقد تزوج مرة أخرى، ولكن ذكراها باقية في قلوبنا، من الصعب أن أنسى ضحكتها وطيبة قلبها، وعلى الأخص كم كانت سعيدة عندما كانت تخرج برفقة أطفالها إلى البساتين المجاورة لتروح عنهم، إلى أن جاء تنظيم الظلام وأطفأ تلك الضحكة”.