جسر: متابعات
كشفت منظمة حقوقية عن مجموعة متوارية داعمة للنظام السوري، تمنح آلاف الدولارات لناشطين من اليمين المتطرف ومواقع الكترونية متهمة بالترويج للمؤامرات تحت ستار “جائزة النزاهة المطلقة في الصحافة”. وقالت ان الجوائز تمنح أيضاً لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج وشخصيات فاعلة في “يوتيوب”.
واشار موقع “بيلينغ كات” الاستقصائي الى ان هذه المجموعات تؤيد رئيس النظام السوري بشار الاسد، لافتاً الى ان أذرعه تنشر الروايات المضللة عالمياً بعدما حاول نشرها عربياً من خلال وسائل الإعلام المحلية والإقليمية. وقال إن التمويل يقدم تحت غطاء جائزة تدعى “جائزة سيرينا شيم للنزاهة المطلقة في الصحافة”.
ترعى هذه الجائزة “جمعية الاستثمار في لجان العمل الشعبي”، وهي من المفترض أنها منظمة غير ربحية مقرها مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، والتي تهدف، بحسب الظاهر، إلى رفع مستوى الوعي حول “قضايا العدالة الاجتماعية” وتروج على انها “مفتاح مستدام للسلام العالمي”.
لكن التحقيق، يكشف ان الهدف الحقيقي يتمثل في “تعزيز الدعم العام لنظام بشار الأسد الذي تورط في جرائم حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين. وقد كافأ النظام هذه المجموعة بتأشيرات مكنتهم من الوصول إلى كبار المسؤولين في دمشق، بالإضافة إلى مكافأة مجموعة أخرى متفرعة عن الجمعية تدعى حركة التضامن السورية”.
ولا تكشف حركة التضامن السورية أو رعاتها بجمعية الاستثمار عن المتبرعين لها، وقد تلقت الجمعية بين العامي 2007 و2017، نحو 1.8 مليون دولار من متبرعين لم يكشف عن هوياتهم، وذلك بحسب التقارير المالية المقدمة مع مصلحة الضرائب.
ويقود حركة التضامن السورية كمال عبيد، وهو مهندس إنشائي وعضو استشاري بمجموعة تدعى “مهندسون وإنشائيون من أجل حقيقة 9/11″، والتي تدعي أن هجمات 11 سبتمبر 2001 كانت مخطط داخلي، وتقوم حركة التضامن السورية بالولايات المتحدة بتمويل مجموعة فلسطينية أخرى تدعى “حركة التضامن العالمية في شمال كاليفورنيا”.
وكشف التحقيق تلقي أميركيين يتعاملون مع مثل هذه المؤسسات أموالاً منها، بينهم جيمي دور، الكوميدي الذي أصبح معلقاً سياسياً، وقد كشفت تقارير مصلحة الضرائب تلقي دور أموالاً من الجمعية الراعية لجائزة “سيرينا شيم” الصحافية في عام 2017.
وكان دور قد صرح في العام نفسه بأن الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون التي كانت خاضعة للمعارضة السورية “هجوم كاذب”، وأنه تم زرع جثث الأطفال على أيدي المتطرفين.
ولفت التحقيق الى ان الجائزة منحت لعشرين شخصاً أو مؤسسة إخبارية، وبلغ حجمها للاشخاص الحاضلين عليها 120 الف دولار اميركي وحصل عليها اعلاميون مؤيدون للنظام السوري فضلاً عن فائزين آخرين مثل Ajamu Baraka، مرشح حزب الخضر الأميركي لعام 2016 لمنصب نائب الرئيس؛ وكيفورك المسيان ، الناشط السوري العامل لدى حزب اليمين المتطرف في المانيا؛ وكيتلين جونستون، وهي أسترالية تصف نفسها بأنها “صحافية ممولة بنسبة 100 في المائة من القارئ” والتي روجت للنظرية القائلة بأن سيث ريتش، الموظف في المجلس الوطني الديمقراطي، وليس الحكومة الروسية، كان مسؤولاً عن تسريب رسائل البريد الإلكتروني الديمقراطية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
كذلك، أنفق المال على العديد من مواقع الويب والمدونات التي تعمل بشكل روتيني على تعزيز نظريات المؤامرة المؤيدة للأسد.
المصدر: موقع المدن/ ٤ تشرين الأول ٢٠١٩