جسر: متابعات:
مثل الفرنسي تايلر فيلوس أمام القضاء الفرنسي، في محاكمة استثنائية يوم أمس الخميس، بتهمة انضمامه إلى تنظيم داعش، وارتكاب جرائم في سورية بين على 2013 و2015، وخيّمت اعتداءات باريس عام 2015 على محاكمته، نظراً لعلاقته بالعقل المدبر لتلك الهجمات عبد الحميد أباعود، في حين أنه من المنتظر أن يصدر الحكم النهائي في الثالث من يوليو/تموز المقبل.
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية وفقاً لما ترجم موقع العربي الجديد، أن “فيلوس”، وهو أول فرنسي يحاكم بتهم ارتكاب جرائم في سورية، اعترف خلال الجلسة بأنه كان على اتصال مع أباعود، لكنه نفى أي علاقة له بخطة الهجوم الدامي، وبالتالي لم يتم توجيه أي اتهامات له في هذه القضية.
ووصفت الصحيفة المتهم، أثناء جلسة المحاكمة في قفص المحكمة، بأنه بدا بلحية صغيرة، وقميص يبرز عضلاته، جلس فيلوس داخل قفص المحكمة، حيث استنكر محاميه “الاحتفاظ بفيلوس في الحبس الانفرادي لمدة أربع سنوات ونصف بشكل غير مبرر”.
وألقي القبض على “فيلوس” في 2 يوليو/تموز 2015، في مطار إسطنبول إذ كان مسافراً بجواز سفر سويدي، ليرحل بعدها إلى فرنسا في الـ21 من الشهر ذاته، لكن قبل ذلك، اجتمع المتشدد المعتقل بأبرز الشخصيات المتشددة الفرنسية بين سورية والعراق.
وقالت صحيفة “لوموند”، إنه “بعد إلقاء القبض عليه في إسطنبول، أرسل تايلر فيلوس، الذي تمكن من الاحتفاظ بهاتفه لبضعة أيام، رسالة إلى عبدالحميد أباعود ليقول له: “لا شيء يتغير عندما أخرج سأتصرف… سأتصل بك عندما أخرج… إذا خرجت”، وفي استجوابه أمام المحققين، قال إنه أرسل هذه الرسالة إلى أباعود لإيهامه أنه يريد تنفيذ هجوم عندما كان يغادر إلى موريتانيا، في إشارة إلى أنه لم يكن يرغب في إعلان خبر إلقاء القبض عليه”.
و”فيلوس” مواطن فرنسي من منطقة تروي شرق فرنسا، يعد واحداً من أبرز شخصيات الموجة الأولى التي غادرت إلى سورية والعراق، وقد اعتنق الإسلام في سن 21 عاماً، وسرعان ما أصبح متعصباً، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت والدته كريستين ريفيير، التي تحولت إلى الإسلام الراديكالي كذلك ولحقت بابنها لتقيم معه في سورية 3 سنوات.
وتعرف في الأوساط المتشددة باسم “غراني (الجدة) جهاد”، وحكم عليها بالسجن 10 سنوات في فرنسا عام 2017، بعدما قبض عليها عام 2014 أثناء محاولتها العودة إلى سورية من فرنسا حيث كانت تتنقل بين سورية وفرنسا.
ونقطة التحول في نشاط فيلوس، بدأت من تونس حيث تعرف على متطرف سلفي أول مرة هناك في نهاية أغسطس/آب 2011، لكن وفقاً لمحضر استجواب والدته، فإن ابنها سئم من السلفيين التونسيين وقرر المغادرة إلى سورية في مارس/آذار عام 2013.
بعد استقراره في سورية، كتب فيلوس إلى أمه “بالإضافة إلى أنني شرطي، أصبحت أميراً لمجموعة من الفرنسيين”، استقر أولاً في منطقة حلب، ثم انتقل إلى الشدادي شرقي سورية، والتي كانت واحدة من معاقل “داعش” بالقرب من الحدود العراقية عام 2014.
نشاطه في حلب تمركز في مدينة حريتان، ويُشتبه في أن الجهادي الفرنسي كان عضواً في كتيبة “المهاجرين”، وهي سرب مسؤول عن التعذيب والإعدام، لكن فيلوس رفض هذه التهم، تلك الكتيبة تضم كبار رؤوس “داعش” الذين نشطوا في فرنسا، مثل أباعود واثنين من الانتحاريين في مسرح باتكلان في باريس سامي أميور وإسماعيل مصطفاي.