جسر: متابعات:
بثت قناة الفضائية السورية التابعة للنظام، اعترافات من ادعت أنهم عناصر من تنظيم داعش، ألقي القبض عليهم في عملية أمنية تمت بالبادية السورية، حيث قتل ثلاثة منهم وقبض على ثلاثة آخرين، وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمه النظام لأولئك الفتيان، حيث قام إعلاميون بطرح الأسلحة على “الشبان”.
ووفقاً للاعترافات الواردة فإن تنظيم داعش، تعاون مع “جيش مغاوير الثورة” و “القوات الأمريكية” كما أنه كان ينسق مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
والمعتقلون هم، بحسب سانا، صلاح جبر الظاهر الملقب أبو عبد الرحمن السلفي، وعلي سليم يحيى الملقب أبو البراء الحمصي، وعامر عبد الغفار نعمة الملقب أبو صوان.
وأقر الشبان الثلاثة في اعترافاتهم، التي بثت اليوم، بإقدامهم على ارتكاب عمليات “إرهابية” مختلفة تراوحت بين القتل والإعدام والخطف إلى عمليات التخريب والتدمير للممتلكات العامة والخاصة، مشيرين إلى أن العديد من تلك العمليات كانت تتم بالتنسيق بين متزعمي تنظيم “داعش”، والقوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية.
وقال صلاح جبر الضاهر وهو من مواليد إدلب 1998 إنه انضم إلى تنظيم “داعش” عن طريق أحد أقاربه ويدعى أبو اسلام عمرية، وكان من عناصر التنظيم الذي استغل حاجته للمال وأغراه ببعض المبالغ، قبل أن يتواصل مع شخص يدعى سامر البوري الذي قام بتهريبه إلى منطقة جبل البشري في البادية السورية، حيث تم استقباله من قبل عناصر التنظيم ومنهم أبو اسلام، وذلك في العام 2018.
أما علي سليم يحيى المنحدر من مدينة حمص مواليد عام 1999 فقال إنه تعرف على شخص يدعى فراس الخالد في مدينة حمص في عام 2017، وكان يملك محل ألبسة وعرض عليه إعطاءه مبلغاً مالياً يتراوح بين مئة ومئتي دولار، وأن يوصله إلى ولاية الرقة لينتسب إلى صفوف التنظيم، فرد عليه بأنه يريد مالا فقط ليأتيه الجواب من فراس الخالد بأنه سيعطيه المال وسيارة وكل ما يريده، وبعد ذلك أعلن انضمامه إلى التنظيم.
وقال عامر عبد الغفار نعمة مواليد الحسكة، عام 2001، إنه في نيسان من العام 2019 تواصل معه ابن عمه وحيد نعمة وكان موجودا في البادية وكلمه على “الواتس آب” وقال له سنعطيك مالا وسيارة مقابل انضمامك إلى التنظيم.
ووفقاً لاعترافات المقبوض عليهم فإنهم تلقوا دروساً ودورات دينية، لعدة أسابيع على أيدي من يسمون بـ “قضاة الولاية” مثل “أبو جواد القلموني” قاضي ولاية البادية و”أبو تراب الجزائري” وقال لهم الشيوخ: إنكم الآن جاهدون، وما يفرض علينا تعلم أمور الجهاد وحفظها وقتال الكفار، وأوضحوا لهم أن كل من يقاتل داعش هو كافر، كما أقروا أنهم ادوا البيعة لـ “أبو بكر البغدادي” بعد انتهاء الدورات، ومن ثم نقلوا إلى المعسكرات التابعة للتنظيم في مناطق مختلفة وهناك تم تدريبهم على أسلحة متنوعة منها “كلاشينكوف” و “ام 16” ورشاش “براونغ” وصواريخ “لاو” و”تاو” الأمريكية.
الاعتراف بجرائم قتل
واعترف الشبان بجرائم قتل طالت المدنيين ورجال جيش النظام على حد سواء فقال الضاهر إنه شارك في اعتداء على مدنيين كانوا يبحثون عن ثمار الكمأة في البادية وقتلوا 21 شخصاً منهم، إضافة لعمليات أخرى ضد دوريات وأرتال جيش النظام في البادية، فقال “كنا نقوم بعمل كمائن لاستهداف وخطف عناصر في الجيش والسيارات المدنية في السخنة والبشري وأبو النيتل والعموار في البادية”.
كما أقروا بأنهم تلقوا تعليمات من الجيش الأمريكي في التنف الذين كانوا يوجهون المتزعم المباشر للتنظيم حسن علقم الجزراوي باستهداف مقاتلي جيش النظام، وبالأخص استهداف منطقة تدمر ومطار “تي 4” وحقول النفط القريبة من مدينة تدمر مثل حقل شاعر والحقول القريبة من منطقة تدمر بشكل كامل.
تعاون داعش مع أمريكا وقسد ومغاوير الثورة
ورغم أن من نشر الخبر يعتبر وكالة رسمية إلا أن ذلك لم يضيرها بأن تنشر وتقول قال أحد الإرهابيين دون تحديد اسمه وكأن أي اعتراف يقدم ليس مهماً من قدمه، المهم أن يتم إلصاق التهمة بالجميع بغض النظر إن قالوا ذلك أم لا.
ووفقاً للوكالة قال أحد “الإرهابيين”: “قدم إلينا شخص مقرب من علقم الجزراوي اسمه حسن الوالي وأخبرني أنه كان في مقابلة مع الأمريكيين في قاعدة التنف وأخبروه بضرورة استهداف منطقة تدمر ومطار “تي 4″ وان الأمريكيين سيقومون بدعمنا بالأسلحة براجمات الصواريخ ورشاشات، وسوف يساعدوننا ماليا ويدعموننا بالسيارات ويدعموننا بكل شيء وسيرسلون لنا طائرات استطلاع أمريكية ترصد لنا منطقة تدمر والمطارات وحملوا لنا برنامج التاغ بالجوال، لكي نستطيع أن نراقب تحركات الجيش السوري وقد وافق الجزراوي على هذا الأمر، لكن طلب منهم مدة كي يستجمع عناصر من منطقة الفرات لكي يكتمل العدد لأن عددنا قليل ولا نستطيع القيام بهذه العملية الكبيرة”.
وأشار الشبان الثلاثة إلى وجود تنسيق بين متزعمهم ومتزعمي “جيش مغاوير الثورة”، الموجودين حول قاعدة التنف، ولفتوا إلى وجود تعليمات بالبقاء على تواصل معهم من أجل الدخول والخروج إلى قاعدة التنف.
كما لفت الشبان إلى وجود مفاوضات بين متزعمين من تنظيم “داعش” ومجموعات “قسد” المدعومة من القوات الأمريكية الأمريكية حيث أشار أحد المعترفين إلى وجود عمليات تفاوض بين مجموعات “قسد” وتنظيم داعش في الرقة، وقال “هناك علاقة تنسيق في أي عملية ننفذها بعلم الأمريكيين، وانتقلنا من الرقة باتجاه دير الزور وكان معنا حماية ثلاث عربات كوجار وعربتان همر للأمريكان وكان فوقنا حماية طائرات هيلوكوبتر عدد 2 واباتشي عدد2 وكان خلفنا 5 سيارات هيلوكس تتبع لقسد كانت برفقتنا حتى وصلنا إلى منطقة دير الزور”.
الدعم المالي
وحول مصادر الدعم المالي واللوجستي الذي كانوا يتلقونه أثناء قتالهم في صفوف “داعش” أوضح الشبان أن “أبو سفيان الجزراوي” و”أبو جنيد الحلبي” و”أبو ابراهيم الدمشقي” كانوا مسؤولين عن الإدارة العامة والمالية لما يسمى ولاية البادية، وكانوا ينسقون الأمور شهريا عبر قاعدة التنف، والتي تعتبر المصدر الأساسي للدعم.
وقالوا “كانوا يذهبون كل شهر إلى القاعدة، ويحضرون منها ثلاث شحنات تقريباً محملة بالطعام والذخيرة والأسلحة، والتي كان أغلبها أمريكي الصنع، إضافة إلى الأموال لتوزيعها في منطقة البادية، كما كان يتم نشر لائحة للسرايا من ناحيتي الطعام والذخيرة المتنوعة ومنها “رشاشات 5ر10 محملة على سيارات ورشاشات براونينغ، كما كانوا يحضرون وجبات أمريكية كانت تشعرنا بالشبع لمدة 24 ساعة، إضافة إلى أنهم كانوا يؤمنون لنا من قاعدة التنف أيضا الزيت والمازوت والبنزين”.
ولفتوا إلى أن المدعو “أبو ابراهيم الدمشقي” كان يعطي لكل عنصر موجود في البادية مبلغ 100 دولار ولمتزعم المجموعة أو لمن يستلم منصبا 500 دولار فيما كان يأخذ ما يسمى بـ “الوالي والعسكري” 1000 دولار تقريباً، مؤكدين أن الأمريكيين هم الداعم الأساسي لهم، وكانت منطقة التنف تعتبر آمنة.