جسر: متابعات:
غادر أكثر من 30% من مهجري ريف دمشق القاطنين في ضاحية قدسيا خلال الفترة الأخيرة، متوجهين نحو مدنهم وقراهم الأصلية، بعد عودة الخدمات الأساسية إليها، ولا سيما في الغوطة الشرقية.
ويعتبر ارتفاع إيجارات المنازل في ضاحية قدسيا من أبرز أسباب مغادرة المهجرين للمنطقة، حيث بلغ إيجار المنزل فيها 100 ألف ليرة سورية بشكل وسطي، في حين لم يتجاوز 30 ألف ليرة في بعض مناطق الغوطة الشرقية وريف دمشق الغربي، إضافة لارتفاع أسعار المواد الغذائية التي باتت تُقارن مع أسعار مثيلتها في الشعلان وغيرها من مناطق العاصمة دمشق، إلى جانب جودتها المتردية وغيابها عن الأسواق في بعض الأحيان.
وما زالت المنطقة تشهد ارتفاعاً في إيجارات المنازل على الرغم من خروج مئات العائلات منها، حيث يزيد إيجار المنزل في منطقة السكن الشبابي المعروفة بخدماتها المتردية، وقلة المياه والإنارة فيها، وبعدها عن المواصلات العامة، عن 75 ألف ليرة سورياً شهرياً.
وحافظت العائلات المهجرة من محافظتي دير الزور والرقة على تواجدها الكبير في أرقى مناطق الضاحية، والتي يعمد معظمها لدفع إيجار المنازل مقدماً لسنة كاملة، رغم ارتفاع الإيجارات فيها.
وشهدت المنطقة جمود في حركة بيع وشراء المنازل ضمن الضاحية وفي المناطق المجاورة نتيجة خروج الأهالي منها، ما يهدد تجار العقارات في ضاحية قدسيا بخسارة ملايين الليرات حال استمر جمود الحركة العقارية.
وبلغت نسبة المنازل المعروضة للبيع في المنطقة نحو 20% من عقارات الضاحية، وبشكل مباشر من أصحابها دون اللجوء للسماسرة والوسطاء، وبأسعار مرتفعة كان ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية المسبب الرئيسي لها، ما يشير للتخبط الكبير الذي تشهده السوق العقارية.
وفي سياق متصل، تعتبر المواصلات شبه معدومة في ضاحية قدسيا، وتعاقد معظم سائقي وسائل النقل العامة “السرافيس” مع المدارس الخاصة، وامتناع بعضهم عن العمل مساءً، فضلاً عن الضعف الملحوظ في معظم الخدمات العامة.
صوت العاصمة ٢٢ آب/ اغسطس ٢٠١٩