جسر: رصد:
في تسجيل متداول حصلت “جسر” على نسخة منه، بيّن القيادي في صفوف فصائل المعارضة “حمودة طه عجاج” الملقب بـ”العراب”، أسباب السقوط السريع لقرى وبلدات محيط طريق حلب-اعزاز، محملا “هيئة تحرير الشام” مسؤولية اﻻنسحاب غير المبرر من عندان التي ينحدر منها.
وقال عجاج، إن “هيئة تحرير الشام” شرعت، قبل أيام من إعلان سقوط قرى وبلدات المنطقة، بسحب السلاح الثقيل والدبابات إلى ريف حلب الغربي.
وأضاف عجاج، أن بعض المقاتلين اعترضوا طريق عناصر في “الهيئة” كانوا بصدد اﻻنسحاب مع دبابتين من البلدة، ولدى سؤالهم عن الجهة التي ينتمون إليها وابداء اﻻعتراض على سحبهم الدبابتين، قال العناصر أنهم من “فيلق الشام”، وهو ما لقي تكذيبا من قبل المعترضين، ما دفع العناصر للاعتراف بانتمائهم لـ”الهيئة”.
وبحسب التسجيل، ادعى عناصر “الهيئة” أنهم ينقلون الدبابتين ﻹجراء أعمال صيانة لهما، اﻷمر الذي أثار حفيظة المعترضين واستهجانهم، ويؤكد عجاج أنه يملك أدلة مصورة على تفاصيل ما جرى بين الطرفين.
ويتابع عجاج، أنه وفي يوم السبت 15 شباط/فبراير، قبل يوم واحد من سقوط المنطقة، قام المسؤول الأول لـ”الهيئة” في المنطقة/”القطاع”، أبو إبراهيم سلامة، المنحدر من عندان أيضا، بدعوة أمراء “الهيئة” وقادة الفصائل المحلية إلى اجتماع يبحث أحوال المنطقة ومصيرها، والذي أكد عجاج تأخر علمهم بمجرياته أو نتائجه إلى صباح اليوم التالي، يوم السقوط، لكنه يشير إلى توقف ترددات اﻷجهزة اللاسلكية عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
عند الساعة العاشرة من يوم اﻷحد، عادت بعض الترددات للعمل، وبعد ساعة من استطلاع الحال الذي آلت إليه اﻷمور، تبين لعجاج ومحموعته من المقاتلين أن جميع نقاط الرباط في المنطقة، عدا عندان، جرى إخلاؤه.
ويضيف عجاج، علمنا أيضا أن سلامة أبلغ المجتمعين بضرورة الانسحاب نظرا لصعوبة الظروف وتردي اﻷحوال، ولدى اعتراض البعض وتشبثهم بالبقاء والدفاع عن المنطقة، لوح سلامة بشبح الحصار لثني المعترضين عن عزمهم. مكتفيا بتقديم عرض لتعطيل تقدم النظام ريثما يتم اﻻنسحاب.
ويؤكد عجاج، أن ما جرى لم يثنهم عن عزمهم على البقاء والدفاع عن المنطقة، ليكتشفوا عصر اليوم نفسه سقوط “جبل شويحنة” بيد قوات النظام ما أدى لقطع طريق “بابيص” أحد طريقين، إلى جانب طريق “كفربسين”، للخروج إلى الريف الغربي، لتبدأ اﻻتصالات المطالبة بخروجهم قبل وقوعهم في الحصار، بعد أن تم “بيع المنطقة”.
أثناء ذلك، يقول عجاج إن أحد “اﻹخوة”، دون أن يسميه، أكد لهم سقوط “جبل شويحنة” و”كفرداعل” وامتداد اﻻشتباكات إلى “عنجارة”، وهي بلدة غاية في اﻷهمية لجهة منع وقوع المنطقة في الحصار. اﻷمر الذي دفعه ومن معه، حوالي عشرين مقاتل بحسب التسجيل، لتنظيم انسحابهم إلى “دارة عزة”، نظرا لقلة العدة والعتاد.
وفي “دارة عزة” كانت المفاجأة؛ فعدا عن الحشود العسكرية التركية، يقول عجاج إن كميات العتاد واﻷسلحة وأعداد المقاتلين التابعين لفصائل المعارضة كانت هائلة، وهو ما عبر عنه متحسرا “تكفي لتحرير سوريا، لا المنطقة وحدها”.
تسجيل عجاج لقي رواجا في أوساط الناشطين والمتابعين، حيث جرى تداوله على نطاق واسع، وقام بعض أبناء المنطقة بتسجيل شهاداتهم المؤيدة لما قاله عجاج في تسجيله.
في تسجيل حصلت “جسر” على نسخة منه، يؤكد عرابي عبد الحي عرابي ما جاء في تسجيل حمودة طه عجاج، ويقول إنه تثبت مما جاء فيه عن طريق أصدقاء له وزملاء جامعيين من أبناء عندان والمقاتلين فيها.
ويضيف عرابي، أن السيطرة الفعلية في عندان كانت لـ”الهيئة”، مع وجود نقاط رباط متفرقة لـ”فيلق الشام”، وأن “الهيئة” قررت اﻻنسحاب من المنطقة قبل أكثر من أسبوع، وأن المقاتلين الرافضين للانسحاب شرعوا منذ ذلك الحين بتحصين مواقعهم ووضع الخطط البديلة؛ إلا أن الخذلان والتهديد بالحصار دون عدة أو عتاد تركهم لحسرة اﻻنسحاب من قرى وبلدات كان ثمن تحريرها دماء من سبقهم من شباب المنطقة.