جسر – (خاص)
تستعد شركات عدة حول العالم للبدء بإنتاج وتوزيع لقاحاتها الجديدة المقاومة لفيروس كورونا (كوفيد – 19) المستجد، بعد قرابة سنة من انتشار الوباء في جميع دول العالم وتسببه بوفاة نحو 1.4 مليون شخص في العالم، منذ ظهوره في الصين بشهر كانون الأول/ ديسمبر 2019.
وأعلنت شركات ودول عدة خلال الأسبوعين الماضيين عن التوصل للقاحات ذات فاعلية بمواجهة فيروس كورونا، حيث كشفت شركة مودرنا الأميركية إضافة إلى شركتي فايزر الأميركية وبيونتك الألمانية، عن تطوير لقاحين فعالين ضد فيروس كورونا بنسبة 95%، وتسعى هذه الشركات للحصول على ترخيص طارئ من إدارة الدواء والغذاء الأميركية للبدء في تسويق اللقاحين.
كم تبلغ أسعار لقاحات كورونا؟
تزامناً مع الإعلان عن اللقاحات المضادة للفيروس، ناقشت صحف ووسائل إعلام ورواد موقع التواصل الاجتماعي، موضوع إمكانية حصول سكان الدول الفقيرة على اللقاحات الجديدة، حصوصاً أن دولاً غنية مثل أميركا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل اشترت مسبقاً ملايين الجرعات من الشركات المصنّعة.
وسيبلغ سعر اللقاح الذي ستنتجه شركتا فايزر وبيونتيك 15.5 يورو لحقنة واحدة، بينما سيباع اللقاح الذي تعمل شركة أسترازينيكا على إنتاجه في أوروبا بحوالي 2.5 يورو للحقنة، في حين بلغ سعر اللقاح الروسي أقل من 10 دولار للحقنة الواحدة، وتجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يحتاج كل إنسان إلى جرعتين من اللقاح.
شركة أسترازينيكا البريطانية قالت بعد إعلانها عن لقاحها الذين أنتجته بالشراكة مع جامعة أكسفورد، أنها ستزود الدول الفقيرة باللقاح بسعر التكلفة ومن دون أرباح، وهو أول لقاح يلبي المتطلبات الأكثر صعوبة في العالم النامي، حيث يسهل تخزينه ونقله إلى بقية دول العالم.
في حين قال “كيريل دميترييف” رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي إن بلاده تعمدت تخفيض سعر اللقاح الروسي “سبوتنيك في”، لإتاحته لأكبر عدد ممكن من الناس في أنحاء العالم.
من سيشتري لقاح كورونا للسوريين؟
يعاني ملايين السوريين في سوريا بمناطق النظام والمعارضة على حد سواء، من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية، وارتفاع نسبة الفقر، وضعف القوة الشرائية بسبب الانهيار المتواصل لليرة السورية، فضلاً عن شح فرص العمل.
إضافة إلى كل هذه المشاكل، فرضت إجراءات مكافحة الوباء التي اتخذتها سلطات الأمر الواقع المتعددة في سوريا، المزيد من الضغط على السوريين الذين يعانون من أحوال معيشية سيئة منذ سنوات طويلة.
ويرى مراقبون أن عدم حصول حكومة نظام “الأسد” على اللقاح الروسي، بعكس دول أُخرى حليفة لروسيا، مثل فنزويلا وبيلاروسيا، يشير حتى هذه اللحظة إلى أن روسيا لن تمنح لقاحات فيروس كورونا لحكومة “الأسد” بشكل مجاني.
وأشاروا إلى أن اقتصاد النظام المتهالك، لن يتحمل شراء ملايين الجرعات من اللقاح الروسي أو سواه، خصوصاً أن الأولويات لدى النظام ثابتة منذ سنوات، واستمرار آلته العسكرية بالعمل أهم من أي شيء آخر.
الطبيب (ع.أ) يعمل في إحدى مستشفيات دمشق -أوصى بعدم ذكر اسمه- قال لـ”جسر” إن “دمشق تسجل يومياً مئات الإصابات بالفيروس وعشرات الوفيات بالفيروس، ووزارة الصحة لا تسجل الأرقام الحقيقة، والوضع الصحي حرج جداً وازداد صعوبة على الناس في ظل الفساد والمحسوبيات والرشاوى المنتشرة حتى في أروقة المشافي ومراكز الفحوصات”.
وبشأن اللقاح قال الطبيب إن “مسألة اللقاح ستكون حساسة جداً خلال الفترة القادمة، ووزارة الصحة في موقف حرج إن لم تعمل على تأمين اللقاحات للمواطنين، كباقي دول العالم”.
وأشار إلى أنه “من غير المتوقع أن تتحمل الحكومة تكلفة شراء اللقاحات وغالباً ستتتأخر في عملية الشراء، وستتجه لدفع جزء بسيط منه لروسيا وتقسيط ما تبقى في المستقبل”، مضيفاً “وقد تتجه الحكومة لطلب الدعم بشأن اللقاحات من دول أُخرى، مثل إيران أو دول عربية”.
الجدير بالذكر أن حصيلة الإصابات المسجلة من قبل وزارة الصحة بحكومة النظام بلغت حتى الآن 7369 حالة، شفيت منها 3213 حالة، وسجلت 385 حالة وفاة، في حين سجلت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا حتى الآن ٦٧٨٧ حالة منها ١٨٥ حالة وفاة و ٩٨٤ حالة شفاء، أما مناطق المعارضة السورية فقد سجلت حتى الآن 14698 إصابة بينها 6049 حالة شفاء و134 حالة وفاة.