جسر: متابعات:
أشعلت “القبطانتان” الألمانيتان بيا كليمب وكارولا راكيتي، مواقع التواصل الاجتماعي بسبب رفضهما أعلى جائزة في مدينة باريس، لشجاعتهما في إنقاذ اللاجئين العالقين في عرض البحر، متهمتين باريس بممارسة “النفاق” فيما يتعلق بمعاملتها مع قضية اللاجئين.
ومنحت مدينة باريس الشابتين أرقى وسام مدني في البلاد لشجاعتهما المتكررة وإصرارهما على إنقاذ المهددين بالغرق وسط معارضة إيطالية شديدة.
وكتبت كليمب في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، مخاطبة آن هيدالغو، عمدة باريس قائلةً: “لا نحتاج لسلطات تقرر من هو البطل ومن هو الخارج على القانون”.
وكتبت أيضاً: “تريدون منحنا وساماً لأننا ننقذ اللاجئين يومياً في أصعب الظروف، وفي نفس الوقت تصادر الشرطة الفرنسية بطانيات الأشخاص الذين لا مأوى لهم ويعيشون في الشوارع، أثناء قمع الاحتجاجات وتجرِّم المدافعين عن حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء”.
وقال مكتب رئيس البلدية بباريس لرويترز: “مدينة باريس مستنفرة بالكامل دعماً للاجئين ومساعدتهم في إيجاد المأوى المناسب لهم، وضمان احترامهم والحفاظ على كرامتهم، وإن المكتب سيعاود الاتصال بالقبطانتين”.
وتكافح السفن الخيرية منذ أكثر من عام من أجل إحضار المهاجرين الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر إلى الشواطئ الإيطالية، إلا أن “الموقف المتشدد” لوزير داخلية إيطاليا، ماتيو سالفيني ضد الهجرة يحول دون تحقيق ذلك.
واعتقلت كارولا راكيتي في يونيو/ حزيران الماضي لأنها اخترقت الحصار المفروض على سفينة إنقاذ اللاجئين من قبل السلطات الإيطالية، ورست بالسفينة في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة وهبط من على متنها عشرات المهاجرين الأفارقة الذين أنقذتهم راكيتي.
فأصدر وزير الداخلية الإيطالي أمراً باعتقالها متهماً إياها بـ “الاتجار بالبشر” ووصفها بالقرصانة التي تشجع على الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.
ورغم إفراج القاضي عن راكيتي وكليمب، إلا أن التحقيقات ضدهما لا تزال جارية. وفي حال إدانتهما، عليهما دفع مبلغ مليون يورو بحسب القانون الجديد الذي تم إقراره مؤخراً.
وتم التحقيق مع أكثر من 250 شخصاً واعتقل البعض منهم ووجهت الاتهامات إلى آخرين في الاتحاد الأوروبي بسبب عملهم مع المهاجرين واللاجئين على مدار السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبحث أجراه موقع الكتروني يهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية، ويدعى Open Democrcy
من هي كارولا راكيتي؟
إنها المرأة التي أغضبت سالفيني وأحدثت أزمة بين ألمانيا وإيطاليا، وصفها وزير الداخلية الإيطالي بـ ” المرأة الألمانية الغنية والبيضاء”.
كارولا راكيتيوهي حاصلة على البكالوريوس في العلوم البيئية في المملكة المتحدة. وشاركت الشابة البالغة من العمر 31 عاماً، في حملات استكشافية، سواءً للمنظمات البحثية أو لمجموعة السلام الأخضر البيئية.
انضمت إلى منظمة “سي ووتش” الخيرية التي تقوم بمهام الإنقاذ في البحر المتوسط.
وهي الآن توصف في وسائل الإعلام الألمانية والفرنسية على أنها بطلة يسارية.
ليس لراكيتي حضور قوي في مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء نشر بعض الأخبار عن مهمات الإنقاذ التي تشارك فيها، عبر صفحتيها في تويتر وفيسبوك، وخاصة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي آخر منشوراتها قالت: “لقد قررت دخول الميناء بمفردي، إنه مجاني ليلاً “.
وأعرب رئيس منظمة سي ووتش “Sea Watch” جوهانس باير، عن دعمه لما تقوم به راكيتي وغرّد في تويتر قائلاً: “أنا فخور بقبطانتنا”.
بي بي سي 23 آب/أغسطس 2019