جسر:متابعات:
فوجئ مئات السوريين المرشحين لنيل الجنسية التركية الاستثنائية بظهور رسالة على موقع تتبّع مراحل الجنسية، اليوم الجمعة، تبلغهم بإزالة ملفات تجنيسهم دون توضيحٍ لأسباب الإزالة.
الرسالة تضمنت عبارة تقول لصاحبها: “تم إزالة ملفك الخاص بالحصول على الجنسية التركية الاستثنائية”، وغالبية من وصلهم نص الرسالة هم من أصحاب الملفات العالقة عند المرحلة المعروفة بـ (الرابعة).
-
ماذا تعني المرحلة الرابعة؟
المرحلة المذكورة تتوسط 7 مراحل، يمرّ بها المرشحون لنيل الجنسية الاستثنائية التي بُدئ بمنحها تدريجياً للسوريين منذ بداية العام 2016، وتشمل حملة الشهادات الجامعية والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب المهن.
وللمرحلة الرابعة نوعان: الأرشيف والدوام، وفي الحالتين تمثّل مرحلة “الدراسة الأمنية”. حيث يتم خلالها عرض ملف المرشّح للتجنيس على جميع المؤسسات الأمنية والقضائية والأقسام التابعة لها.
وتستغرق مرحلة الدراسة هذه الفترة الأطول من بين المراحل مجتمعة، وتمتد أحياناً لأكثر من عامين، وبمجرد انتقال الملف إلى المرحلة الخامسة، غالباً ما ينال المرشح الجنسية خلال مدة لا تتجاوز بضعة أسابيع أو أشهر قليلة.
وفيما مضى كان يتم إبلاغ البعض برفض منحهم الجنسية خلال مرور ملفهم بالمرحلة الرابعة، وغالباً من دون شرح أسباب الرفض
-
بين رفض الجنسية وتعليقها
وتباينت التفسيرات والتأويلات بعد انتشار خبر الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رآها بعض المرشحين بمثابة “رفض التجنيس”، كالسيدة “نور” التي قالت لموقع “تلفزيون سوريا” إن الرسالة التي وصلتها مساء اليوم “إيعاز برفض الجنسية” مضيفة بأن إدارة الهجرة لم تتبع أسلوب التبليغ الشخصي كما في الأعوام السابقة “كي لا يلجأ صاحب العلاقة إلى تقديم طعن بقرار الرفض، كما فعل بعض المرفوضين سابقاً وتمكنوا من الحصول على الجنسية”.
بينما يستبعد “بهاء القدور” في حديثه مع موقع “تلفزيون سوريا” أن تمثّل الرسالة رفضاً للجنسية، مستشهداً بتجربة مماثلة حصلت في العام السابق حين وصل نفس نص الرسالة لبعض أصحاب الملفات العالقة، “وتمّ طلبهم لاحقاً من قبل إدارة الهجرة ليستكملوا إجراءات التجنيس” مشيراً إلى أن جزءاً منهم حصل على الجنسية التركية لاحقاً.
-
رأي استشاري
تواصل موقع تلفزيون سوريا مع “محمود خلاف”، أحد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية الاستثنائية ويعمل حالياً في مكتب تسيير معاملات.
الخلاف ربط رسالة إزالة ملف التجنيس بمخالفات وتجاوزات تؤثّر أحياناً كثيرة على سير ملف الجنسية وتعرض صاحبها للرفض، وتحدث عن العديد منها، فقال: “كأن يكون صاحب الملف مرتكباً لجرم يحاسب عليه القانون مهما صغر، أو أن يكون المرشح خاضعاً لاستجواب أو محاكمة، أو اكتشاف وجود غرامة مالية غير مدفوعة، بالإضافة أيضاً إلى تغيير مكان السكن أو عدم وجود المرشح في المنزل أثناء مراجعة الشرطة، أو نقص في أوراق التجنيس أو عدم تسجيل أحد المواليد الجدد أو اكتشاف وثيقة مزورة من بين الأوراق المقدمة في الملف”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3,6 مليون لاجئ، بينما يبلغ عدد الحاصلين منهم على الجنسية الاستثنائية نحو 93 ألفاً حسب آخر تصريح لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو.
وبات العالقون في المرحلة الرابعة يشكّلون ظاهرة في الوسط السوري داخل تركيا، أطلق عليها “جماعة الرابعة”، وحملت اسمهم العديد من الصفحات والمجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.