جسر: متابعات:
قالت “قوات سوريا الديموقراطية” إنها رحّلت، مساء الجمعة، 52 عائلة (177 شخصاً)، من مخيم الهول في محافظة الحسكة، إلى مدينة الصور وسلمتهم لمجلسها المدني، قبل أن ينقلوا من هناك إلى ريف ديرالزور الشرقي، بحسب مراسل “المدن” محمد الخلف.
مصادر محلية أكدت لـ”المدن” مرور أكثر من 30 شاحنة كانت تقل العائلات المغادرة، وأكدت أن الخروج جاء بوساطة وكفالة من قبل قائد “المجلس العسكري في ديرالزور” أحمد الخبيل، والذي تم اختياره مؤخراً أيضاً ليكون “أمير” عشيرة البكير، وهي واحدة من عشائر قبيلة العكيدات.
لكن مصادر خاصة قالت لـ”المدن”، إن عدد المفرج عنهم فعلياً ليس 177 كما ورد في القوائم، بسبب رفض بعض العائلات الخضوع لإجراءات الخروج. ويبلغ عدد المفرج عنهم فعلياً 110 أشخاص، ويعود ذلك لرفض بعض النسوة المغادرة، بعدما اشتُرِطَ عليهن رفع النقاب، كما أنهن رفضن أن يتم تصويرهن وفضلن البقاء في المخيم، وهذا ما خفض العدد الذي كان معلناً في اللوائح.
مصادر “المدن” قالت إن امرأة رفضت الخروج رغم ورود اسمها في قوائم المسموح لهم بالمغادرة، بعدما كانت قد حزمت حقائبها وجهزت أطفالها للمغادرة. المرأة قالت: “لن أكشف وجهي، أموت بكرامة في المخيم ولا أخرج ذليلة”، ما تسبب باعتقالها من قبل قوات الأمن التابعة لاستخبارات “قسد” في المخيم.
ولم تتمكن مصادر “المدن” من تأكيد هوية المفرج عنهم وفق القوائم المنشورة، وأشارت إلى أن معظم معتقلي الهول كانوا قد أعطوا اسماءً وهمية لاستخبارات “قسد”. ووفق بعض المطلعين على عملية الترحيل، فإن بعض العائلات من شرقي حلب والرقة، لكن الغالبية العظمى من ريف ديرالزور الشرقي.
وكان الرئيس المشترك لمكتب شؤون اللاجئين والنازحين في “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، شيخموس أحمد، قد أعلن منذ أسبوع، عن وجود نيّة لإخراج دفعات جديدة من مخيم الهول، لافتاً إلى أن غالبيتهم من شمال وشرق سوريا.
وينقسم مخيم الهول إلى قسمين؛ الأول مخصص للنازحين السوريين واللاجئين العراقيين والذين يبلغ تعدادهم نحو 12 ألفاً. والقسم الثاني مخصص لعوائل “داعش” الذين ألقي القبض عليهم بعد السيطرة على مناطق سيطرة التنظيم سابقاً في الرقة وديرالزور ويقدر عددهم بنحو 60 ألفاً، بينهم 10437 أجنبياً. ويفصل بين القسمين جدار عازل، وتتخذ اجراءات أكثر تشدداً في القسم الثاني من المخيم.
وفيما قالت وسائل اعلام تابعة لـ”قسد”، إن المفرج عنهم نُقلوا من مخيم الهول إلى مقر المجلس المدني في الصور، وهناك تم ابلاغهم بأنهم يستطيعون الذهاب إلى الوجهة التي يختارونها، إلا أن مصادر “المدن” أكدّت أن بعض المفرج عنهم نُقِلوا إلى حقل العمر النفطي، حيث سيقوم شيوخ قبائلهم الموالين لـ”قسد” بتسلمهم في عيد الاضحى لإعادتهم إلى بلداتهم وقراهم لدعم موقف هؤلاء الشيوخ والوجهاء ازاء مجتمعاتهم المحلية.
المدن ١٠ آب/ اغسطس ٢٠١٩