مراسل ريف حلب: جسر
سارع المزارعون في ريف حلب إلى الحصاد قبل الآوان، متحملين خسارة (التبن) خوفاً من التهام الحرائق لمحاصيلهم، وبدأت الحصادات بحصاد محصول الشعير والقمح الذين يعتبران من المحاصيل الرئيسية في المنطقة، وذلك مع اقتراب فصل الصيف الحار.
وفي مشهد بأحدى الساحات العامة في ريف حلب الجنوبي، ترى مزارعين قاموا بنشر محصولهم على جنبات الساحات العامة، بسبب عدم نضجه بعد، وبعد السؤال عن سبب ذلك، تبين أن المزارع يخشى على محصوله من الحرق، بسبب انتشارها في المناطق “المحررة” في الفترة الأخيرة، لذلك قام بحصاده قبل أوانه بعدة أيام، لأن موسم الحصاد قد بدأ ولكن يحتاج في منطقة ريف حلب الجنوبي، لعدة أيام لكي ينضج، بسبب طبيعة المنطقة المعدلة نسبياً بالمقارنة مع المناطق الشرقية والجزيرة من سوريا.
وقال أحد المزارعين لصحيفة جسر، إن الحصاد في كل سنة يكون بالحصادة ذات “المدرس“، والتي تخرج بعد حصاد حبة القمح، مادة التبن المعروفة والتي تستخدم كعلف للمواشي، ولكن مع حصاد بعض المحاصيل الزراعية قبل أوانها فان المدرس في الحصاد لا يعمل ويتم الغاؤه بسبب عدم نضج عيدان السنابل ففيها بعض الاخضرار، وقد قبلنا ان نخسر ثمن التبن كي نفوز بالمحصول.
بحسب أحد المزارعين من المنطقة : أن الإنتاج لهذا الموسم جيد بالمقارنة مع المواسم الماضية ،وحاليا نحن في بداية موسم الحصاد ويحتاج عدة أيام ليصل ذروته بالنسبة لمحصول القمح، حيث أنه لحد هذه اللحظة أعلى مستوى انتاج الشعير هو أربعة أطنان للهكتار الواحد، أما بالنسبة لمحصول القمح ،فبض المحاصيل الزراعية قد تجاوز الخمسة أطنان للهكتار الواحد.
وعن سعر مادة الشعير الحالية ،قال المصدر: حددت حكومة الإنقاذ التي تسيطر على مناطق ادلب وريفها سعر القمح ب135 ليرة للقاسي و133 ليرة للطري ، وأعلنت عن نيتها واستعدادها لشراء القمح لهذا العام، أما بالنسبة لسعر الشعير فان التجار روجوا بأن سعر كيلو الشعير الواحد بين ٨٥ و٩٠ ليرة سورية، وهو سعر زهيد بالمقارنة مع سعر الشعير في مناطق قسد والنظام.
يعاني الفلاح في المنطقة من عدة صعوبات تواجهه في زراعة أرضه، تتركز بارتفاع سعر البذار والمبيدات الحشرية والأسمدة، بالإضافة لارتفاع المحروقات وغياب مصادر الطاقة لنشل المياه من الآبار اللازمة لسقاية الأرض .
يذكر أنه حدثت عدة حرائق في مناطق جنوب حلب وشرق إدلب، سببها القصف المدفعي والصاروخي والجوي من قبل قوات النظام، كان آخرها في منطقة ايكاردا وبرقوم، حيث حدثت حرائق ضخمة نتيجة قصف المنطقة بغارتين جويتين من قبل سلاح الجو السوري، بقيت فرق الدفاع المدني لساعات وهي تقوم باخماد هذه الحرائق، حيث تجاوزت مسلاحة الحرائق جنوب حلب 200 هكتار بحسب مديرية الدفاع المدني بحلب.