جسر – (خاص)
أفاد مصدر مقرّب من دوائر صنع القرار الأمريكية لصحيفة “جسر” أن روسيا أوكلت مؤخراً مهمّة كبيرة إلى زعيم قبيلة “البكارة”، نواف البشير، تتمثل بـ”ضرب الاستقرار وزعزعته” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات التحالف الدولي، في سوريا، وذلك بهدف دفع نظام الأسد إلى الواجهة مجدداً، كطرف “شرعي” وقوي ومسيطر.
دعم النفوذ عقب دعم السيطرة
أكد المصدر لصحيفة “جسر” أن روسيا بدأت العمل منذ شهور على تقوية نظام الأسد ودعم نفوذه السياسي على الصعيدين المحلي والإقليمي، وذلك بعد سنوات من الدعم العسكري المفتوح، الذي أدى إلى انتعاش النظام وتمدده وبسط سيطرته العسكرية على مناطق واسعة في سوريا.
وأضاف أن الروس دخلوا الآن مرحلة جديدة لدعم النظام في إعادة بسط نفوذه، عقب الانتهاء من معارك الانتشار والسيطرة العسكرية على المناطق السورية، مشيراً إلى أنه وفي ظل الوضع الخاص لمحافظة إدلب التي تحتضن الملايين من النازحين السوريين، وعدم إمكانية خوض معركة مباشرة مع “قسد” والقوات الأمريكية، قررت روسيا التركيز على مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأوضح أن روسيا أوكلت أولى المهام في هذا السياق إلى زعيم قبيلة “البكارة”، نواف البشير، وذلك بحسب معلومات وصلت إلى الجيش الأمريكي.
لماذا اختارت روسيا “نواف البشير”؟
يمتلك “نواف البشير” بصفته زعيماً لعشيرة كبيرة وذات انتشار واسع في محافظات الجزيرة السورية وريف حلب، قنوات اتصال عدة مع زعماء ووجهاء العشائر، فضلاً عن نفوذه في ميليشيا “الباقر” المؤلفة من أبناء هذه القبيلة أيضاً.
وأفادت تقارير خلال الأشهر القليلة الماضية، أن ميليشيا “أسود العشائر” التي يقودها البشير، خرجت تدريجياً من تحت مظلة الميليشيات التي تدعمها إيران، وانضمت إلى الميليشيات المحلية التابعة لقوات نظام الأسد، لتصبح بذلك، أكثر قرباً من القوات الروسية.
وظهر البشير في حملات التأييد لبشار الأسد في الانتخابات المزعومة، بشهر أيار/ مايو الفائت، في دير الزور، وطالب في بيان له أثناء الاحتفالات أبناء العشائر، بـ”الوقوف صفاً واحداً ضد المحتل الأمريكي وأعوانه”، كما أدلى بتصريحات في هذا السياق لوكالة “سبوتنيك” الروسية، هاجم فيها ما أسماه بـ”الاحتلال الأمريكي”.
في الحسكة ومنبج أولى التحركات
أكد المصدر لـ”جسر” أن النظام -ومن ورائه الروس- أوعز إلى زعماء ووجهاء العشائر الموالين له في مختلف المناطق، بدعم نشاطات “البشير” والانصياع لأوامره، خاصة من وجهاء من قبيلة البكارة لا يعترفون بزعامة نواف البشير لقبيلتهم، بهدف زعزعة الاستقرار في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أن الاحتجاجات المناهضة لـ”قسد” في الحسكة ومنبج مؤخراً، كان لزعيم “البكارة” يد في تأجيجها والتشجيع عليها، وقد كان معظم ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها هذه المناطق من قبيلة البكارة (٣ في الحسكة، و٣ في منبج).
وأردف أن الجيش الأمريكي و”قسد” على علم بتحركات “البشير” الأخيرة، وبدأوا بوضع خطط لإيقافها أو الحد من تأثيرها.
وتحدث تقرير استخباراتي عسكري أمريكي نُشر فحواه أمس الأربعاء، عن سعي نظام بشار الأسد لتهديد القوات الأميركية في المناطق التي توجد فيها بسوريا، وأشار إلى أن النظام يعمل على تهيئة بيئة دائمة ومستمرة لحلفائه في سوريا، ببناء وتوسيع القواعد العسكرية لروسيا، إيران، و”حزب الله”.
وأكد التقرير أن القوات الأميركية رصدت أنشطة نظام الأسد بالعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية في شرق البلاد، لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة الولايات المتحدة مع تلك القبائل، وكذلك دعم هجمات يمكن القيام بها على قوات التحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مستغلين تراجع عمليات القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي خلال عام 2020.
تقرير استخباراتي أمريكي يتحدث عن نشاطات وتحركات القوى المتصارعة في سوريا