جسر: متابعات
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إنهم مستعدون للتفاوض مع تركيا “إن كانت تركيا جادة في ذلك”، وأشار بأنه لا يمكن للنظام السوري وتركيا الوصول لأي اتفاق، كون تركيا تدعم المعارضة السورية ضد النظام كما تدعم الإخوان المسلمين.
وأجرى موقع “المونيتور” الأمريكي لقاءاً مع عبدي، تناول خلاله عدة ملفات، وتطرّق عبدي، في مستهل حديثه إلى نتائج الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا، ولفت عبدي ، إلى أن “الدولة التركية لم تعد لها أي حجة لمهاجمة مناطق شمال وشرق سوريا” فقال “خرجنا بالفعل من المناطق الحدودية، وتوجد الآن قوات النظام السوري المنتشرة على طول الحدود السورية التركية”.
ووصف عبدي الدور الروسي بـ “الإيجابي”، ولا سيما فيما يتعلق بحل مشاكل شمال وشرق سوريا، فقال “تتمتع روسيا بنفوذ كبير في سوريا، ونحن نعرف أنها حريصة على التوصل إلى حل، وسوف تسهم بشكل كبير في مساعدتنا على التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري”.
وأكد عبدي، على أن “جميع محاولات موسكو للتقريب بين النظام السوري والنظام التركي ستبوء بالفشل” مبرراً “لأن الأخيرة تدعم الجماعات التي تُسمى المعارضة السورية ضد النظام، وأهمها جماعة الإخوان المسلمين، وعلاقات تركيا مع جماعة الإخوان المسلمين هي علاقات استراتيجية بطبيعتها، ولا تقتصر على سوريا، لن تخسر تركيا بسهولة علاقاتها معهم، ولا يمكن لتركيا أن تصنع السلام مع النظام السوري”.
ونوّه عبدي، إلى أن القوات الأمريكية أعادت نشر قواتها في الشمال السوري، موضحاً أن الانسحاب أثّر وبشكلٍ سلبي على الحرب ضد داعش، وأدت العملية إلى إعادة تنظيم داعش تنظيم صفوفها، الأمر الذي يحتاج سنوات لمواجهته.
ولا يزال الغموض يدور حول عودة القوات الأمريكية إلى المنطقة وخاصة المناطق النفطية، فقال عبدي “في الواقع لا يوجد حتى الآن أي وضوح بشأن ما إذا كانت القوات الأمريكية ستستمر هنا أو إلى متى، الأمر متروك لترامب”.
ودعا عبدي واشنطن، إلى “بذل المزيد من الجهود للمساعدة في ضمان حل سياسي عادل للنزاع في سوريا، وللمساعدة في ضمان منح جميع أبناء الشعب السوري بما فيهم الكرد حقوقهم الكاملة في سوريا ديمقراطية جديدة، ضمن دستور سوري جديد”.
وحول قبول عبدي الخوض في محادثات مباشرة مع تركيا، أو التعاون كما جرى عن نقل رفات سليمان شاه من موقعها بالقرب من كوباني إلى موقعها الحالي بالقرب من الحدود التركية، فقال: “لماذا لا؟ نعلم أن تركيا تريد إعادة رفات سليمان شاه إلى كوباني، وإعادة بناء قبره هناك، شريطة ألا تخطئ تركيا في تقدير حسن نيتنا على أنها الضعف، سنكون سعداء لمساعدة تركيا على التنسيق مع القوات المسلحة التركية، والقيام بمثل هذه العملية بروح السلام، وعلى أساس أن روح السلام هذه ستكون متبادلة، هناك إشارات أخرى لبناء الثقة وحسن النية سنكون مستعدين للنظر فيها.”
وجدد عبدي دعوته لأهل إدلب من النازحين لاستقبالهم في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وشدّد عبدي على أن القضية الكردية في تركيا وسوريا متشابكة، فقال “الكرد في العراق هم أيضاً جزء من هذه المعادلة، ولا يمكننا فصلهم عن بعضهم البعض، فكلما اتخذت خطوة نحو السلام في تركيا، فإن آثارها الإيجابية ستكون محسوسة هنا في روج آفا، وبالمثل، فإن أي إشارة إيجابية من تركيا تجاه الكرد في سوريا لها تأثير إيجابي على الكرد في تركيا، وبالمثل فإن التحركات العدائية التي اتخذتها تركيا، يكون لها تأثير سلبي على جانبي الحدود”.
ولفت عبدي إلى دور أمريكا في الوساطة مع الأتراك فقال إن “الولايات المتحدة حريصة على مساعدة الوساطة في السلام بيننا وبين تركيا، حيث وعد الرئيس ترامب بذلك في أول مكالمة هاتفية، قال “سأتحدث مع أردوغان وعلينا أن نصلح المشكلة في سوريا”. قلت “حسنًا ، من فضلك”، نحن نريد إنهاء خلافاتنا مع تركيا، وإذا فعلنا ذلك، فإن هذا سيخفف بالتأكيد وضع الكرد في تركيا، ويساعد في تغيير الرأي العام التركي لصالح السلام، في رسالتي له، أكدت على ضرورة أن تعالج تركيا المشكلة الكردية داخل حدودها أيضاً، لقد وعد بالقيام بكل ما يلزم لمساعدتنا”، مضيفا: “أكرر، لقد بذلنا قصارى جهدنا لإصلاح مشاكلنا مع تركيا، بصفتنا قوات سوريا الديمقراطية، وبصفتنا وحدات حماية الشعب YPG، أجرينا محادثات مباشرة مع تركيا في الماضي ونحن على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى، نحن نريد السلام”.
وأشار عبدي قائلاً “هذا لا يعني أن تركيا مسؤولة عن حل القضية الكردية في سوريا، أو أننا مسؤولون عن حل القضية الكردية في تركيا، قلنا مراراً وتكراراً أننا لسنا طرفاً في الصراع داخل تركيا، المشكلة الكردية هنا هي مشكلة سوريا الداخلية، ويمكننا المساعدة في حلها بمساعدة جميع البلدان المشاركة حالياً في سوريا بما في ذلك تركيا، لكن في النهاية يجب التفاوض على ذلك مع الحكومة في دمشق فكلنا سوريون وأنا واثق من أننا نستطيع ذلك”.
وكشف عبدي عن تحضيرات تجري، من أجل عقد مؤتمر القاهرة، وذلك بالتنسيق مع مصر، لافتاً إلى دور إيجابي لدول الخليج العربي .