جسر – وكالات
حذرت الأمم المتحدة من تأثير الأحوال الجوية والفياضانات على حياة النازحين قاطني المخيمات في الشمال السوري.
وأكد مارك كتس، نائب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، أن الأطفال والحوامل وكبار السن يعانون من درجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى التجمد والمياه الملوثة، كما تقطعت بهم السبل في المناطق النائية الموحلة؛ علاوة على انقطاع الآلاف عن الخدمات والدعم لأيام.
وقال كتس: “إنني قلق للغاية بشأن التأثير المدمر للفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في مخيمات شمال غرب سوريا”، مشيراً إلى أن “الأشخاص الذي كانوا يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة قد جُرفت مخزوناتهم الغذائية وحاجياتهم المنزلية وغيرها من الممتلكات الشحيحة أصلاً”.
وتابع: “الحقيقة هي أن الناس في هذه المنطقة يواجهون وضعاً كارثياً. الناس في هذه المخيمات يائسون والعاملون في المجال الإنساني غارقون في أزمة حذرت الأمم المتحدة من قدومها”، وأضاف “توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة وإمدادات الإغاثة الأخرى مشروع ضخم سيستمر لأشهر”.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تضرر حوالي 121 ألف شخص في 304 موقع، كما تضررت أو دمرت أكثر من 217 ألف خيمة.
وبجانب هذه الفيضانات، تم تسجيل نحو 21 ألف حالة إصابة بمرض كـوفيد-19 شمال غرب سوريا، وأكد كتس أنه على الرغم من الانخفاض في الحالات الجديدة، فإن عدد الوفيات ارتفع بنحو 46% منذ منتصف ديسمبر.
وبحسب أوتشا، بشكل عام هناك حوالي 2.7 مليون نازح في آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في إدلب وأجزاء أخرى من شمال غرب سوريا، بما في ذلك 1.6 مليون منتشرون في أكثر من 1,300 مخيم وموقع غير رسمي، ولا توجد مرافق صحية أو مدارس أو غيرها من المرافق الضرورية للجميع.
وأوضح كتس أنه “في العام الماضي فقط نزح مليون شخص في هذه المنطقة بسبب القتال”، وأنه “لا يزال الكثير منهم يعيشون تحت أشجار الزيتون على جنبات الطرق، حيث لا توجد مخيمات كافية لإيواء جميع هؤلاء الأشخاص”، مشيراً إلى أن “الاستجابة الدولية لم تواكب حجم الأزمة”.
وفقا للمسؤول الأممي، مع اقتراب سوريا من العام العاشر للصراع، أجبِر 12 مليون شخص على ترك منازلهم، مما جعلها أكبر أزمة نزوح في هذا القرن.
وعلى الرغم من أن القصف وغيره من الأعمال العدائية لا تزال أقل بكثير مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي – قبل وقف إطلاق النار – فقد استمر القصف المدفعي وما شابه ذلك في التأثير على المجتمعات المحلية، مما تسبب في وقوع إصابات في أنحاء الشمال الغربي طوال شهر كانون الثاني/يناير، بما في ذلك منطقة إدلب.
وشدد كتس على أن المطلوب قبل كل شيء إنهاء الصراع: “في حالة عدم وجود حل سياسي، يجب علينا ضمان الوصول والتمويل الضروريين للاستجابة الإنسانية المستمرة”.
واختتم تصريحاته بالقول: “مهما كانت الأزمة الإنسانية كبيرة، يتفق الجميع على أن الحلول في نهاية المطاف سياسية وليست إنسانية”.
أوضاع كارثية.. العواصف تقتلع نحو 700 خيمة في مخيمات الشمال السوري