جسر-خاص: سجال جديد اندلع بين المنظرين السلفيين الجهاديين (أبو محمد المقدسي) وأبو (قتادة الفلسطيني) على هامش عملية (نبع السلام) التي تقودها تركيا شمال شرق سوريا.
ورغم أن تاريخاً طويلاً مشتركاً يجمع بين الداعيتين الأردنيين من أصل فلسطيني، إلا أن العلاقة بينهما شهدت محطات توتر عديدة خلال السنوات الخمس الماضية، وصلت حد القطيعة بسبب اختلاف المواقف بينهما من التطورات التي حصلت في سوريا وغيرها من بلدان (الربيع العربي)، وخاصة بعد ظهور داعش والخلاف بين تنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام.
آخر المعارك الإعلامية التي اندلعت بين الاثنين بدأت قبل عدة أيام عندما نشر أبو محمد المقدسي صورة تظهر عائلة كردية فارة من المواجهات العسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبين قوات الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا في منطقة رأس العين بريف الحسكة، حيث علق المقدسي على الصورة بالقول: بالأمس عوائلنا واليوم عوائلكم..ذوقوا يا ملاحدة الأكراد ما أجرمتموه بحق المستضعفين من المسلمين .. كما تدين تدان.
تعليق أثار ردود فعل واسعة داخل التيار السلفي الجهادي، حيث استنكر خصوم المقدسي هذا التعليق، وأكدوا أنه يظهر تشفياً بعوائل الأكراد المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وما أثار الاستنكار أكثر ان العائلة الكردية التي علق على صورتها المقدسي تظهر سيدة محجبة، ما ضاعف من حدة التنديد بالمقدسي والقول إنه يتشفى حتى بـ(المسلمين)، بينما وجد فيه البعض تأكيداً على أن المقدسي يكفر عموم الأكراد.
أبو قتادة الفلسطيني الذي لزم الصمت طيلة أيام عملية “نبع السلام”، نشر مقالاً في حسابه على موقع تليغرام، هاجم فيه بشدة المقدسي دون أن يسميه، كما حمل على أنصار الأخير الذين أعادو تغريد الصورة مع تعليق شيخهم، حيث وصفهم بـ”الكلاب المسعورة”!
الفلسطيني قال: قام بعض الكلاب المسعورة بالشماتة في شعب الكرد ونسائهم وأطفالهم، وهذا خزي ونذالة بل وقلة دين..من تضرر من قوات قسد هم مسلمو الكرد قبل كل شيء، فلا يفرح أحد بقتل مسكين منهم.
المقدسي وأنصاره شنوا حملة مضادة بالمقابل للتخفيف من آثار ما وصفت بـ”السقطة الكبيرة” التي وقع بها (شيخهم)، حيث أكدوا على أن المقدسي لم يرد من تعليقه الشماتة بالمدنيين الأكراد المتضررين من المعركة، بل أراد مجرد التذكير “بأن الأيام دول”.
حساب على التليغرام يحمل اسم “درر وفوائد المقدسي” كتب: من المعيب أن يفهم كلام الشيخ أبي محمد على غير مراده، فهذه التعليقات ليست على عموم الأكراد المسلمين، وإنما محصورة بقوله (ملاحدة الأكراد أو قسد)..فالعجب ممن يتصيد في الماء العكر ويفسر الكلام على غير المراد منه.
تبريرات وتوضيحات كثيرة مشابهة حاول المقدسي وأنصاره تفسير تعليق الأخير لكنها ظلت عاجزة عن تبرير الموقف، حيث استمر الهجوم على هذا الفريق من قبل خصومه، الذين طالبوا بقية دعاة التيار السلفي الجهادي باتخاذ موقف من تعليق المقدسي، لكن أكثرهم ظل محافظاً على الصمت.