جسر ـ صحف
كشف مقاتل روسي سابق، كان قد قاتل ضمن مجموعة فاغنر التي تعمل عسكريا في سوريا إلى جانب نظام الأسد، عن معلومات تنشر لأول مرة عن المجموعة التي يرأسها “طباخ بوتين”.
ووفقا للمقاتل المعروف باسم مارات جابيدولين، فإنّه ألف كتابا عن مذكراته خلال قتاله في سوريا، غير أن الكتاب مُنع من النشر.
وتحدّث جابيدولين لصحيفة “ميدوزا” الروسية الإلكترونية عن معاملة فاغنر لقوات الأسد، التي وصفها بـ “القطيع السوري”.
المقاتل الروسي الذي جاء إلى سوريا مع مقاتلي فاغنر عام 2015، أصيب عام 2016 بجروح بليغة خلال مشاركته في المعارك التي دارات بمدينة تدمر.
وكشف جابيدولين للصحيفة الروسية يوم أمس الخميس 3 كانون الأول/ ديسمبر، أنّ أربعة من مقاتلي فاغنر قطعوا رأس جندي من قوات الأسد بعد أن عذّبوه، أمّا السبب فهو وفق الصحيفة نيّته الهروب.
وتابع المقاتل الذي ادّعى معارضته لتلك الأفعال، أنّ هذه الممارسات غايتها ترهيب عناصر قوات الأسد الذين يفكّرون بالهروب.
وفي حديثه يقول جابيدولين إنّه لولا فاغنر لما استطاع “القطيع السوري” السيطرة على مدينة تدمر، مؤكّدا أنّ قوات الأسد عبارة عن “تشكيل عاجز”.
وتتقاطع إفادة المقاتل الروسي بشأن “عجز” قوات الأسد، مع إفادات لقيادات إيرانيين وعراقيين ولبنانيين موالين لطهران، بالإضافة إلى تصريحات روسية، جميعها تنسب فضل السيطرة على المناطق السورية لقواتها.
ويتّضح مدى الاستهتار بالمقاتلين السوريين التابعين للأسد داخل وخارج سوريا، إذ يقول جابيدولين إنّه أرسل مرتزقة من وحدة سورية تدعى “صائدو داعش”، إلى ليبيا.
وهناك تلقى الأخير اتصالا من قائد عسكري في ليببا يقول له: “اسمع، أولئك الذين أرسلتهم، هل يمكن استخدامهم كانتحاريين؟”.
واعتبر جابيدولين أن النظام أفسد السوريين، مشيرا إلى قواسم مشتركة تجمع بينه وبين النظام الروسي، مثل النفاق والمعايير المزدوجة والانتهازية وعدم النزاهة والفساد الكبير.
ودخل مقاتلو فاغنر وهي شركة عسكرية تابعة ليفغيني بريغوزين المعروف بلقب “طباخ بوتين”، إلى سوريا بدون تأشيرات على جوازات سفرهم.
وشكّل هذا الإجراء استغراب المقاتل الذي أشار إلى أنّ الحكومة الروسية لم تكن تريد الاعتراف بوجود مقاتلين مرتزقة غادروا البلاد بشكل رسمي.
وأكد أنهم مرروا الأسلحة الموجودة داخل الحقائب في جهاز كاشف المعادن والأسلحة المخصص في المطار بروسيا وأمام موظف الجمارك، دون أي اعتراض، بحسب ترجمة عنب بلدي.
وتم منع نشر مذكرات جابيدولين والتي كان مقررا أن يتم نشرها عام 2022، حيث ظنّ أن السلطة الحاكمة ستنتهي ولايتها في تلك الفترة، إلا أن تغيير الدستور في روسيا حال دون ذلك، إذ سيحق لبوتين البقاء في السلطة حتى عام 2032.