جسر – إسطنبول
رصد مراسل “جسر” في إسطنبول منزلاً فاخراً معروضاً للبيع بمنطقة “أسنيورت” نُشرت فيه أعلام الثورة السورية بكثافة، ويبلغ سعره 4 ملايين و500 ألف ليرة تركية.
تتبعت صحيفة “جسر” إعلان البيع المنشور بموقع “صاحبن دان – sahibinden” التركي، وبعد التحرّي لأيام عدة، اتضح أن المنزل المعروض للبيع، يقطنه رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض “نصر الحريري”. (لمشاهدة الإعلان اضغط هنا).
وورد في الإعلان، أن مساحة البيت 1100 متر، أي أكثر من دونم واحد، ومؤلف من صالتين و7 غرف و4 حمامات، بالإضافة إلى ترّاس واسع فيه موقد ومكان مخصص للشواء، ويطل على منطقة “حرامي دريه” في بلدية أسنيورت.
ذهب مراسل “جسر” إلى البناء في العنوان المذكور بالإعلان، واستفسر عن المنزل المعروض للبيع وإن كان لـ”نصر الحريري” أم لا، وتبيّن أن الأخير سكن المنزل بالفعل منذ بضعة أشهر، وقال أحد سكان المبنى لمراسلنا إن المنزل هو أكثر من شقة فُتحت على بعضها.
وتُظهر الصور في الإعلان المنشور أعلام الثورة السورية في عدة صالات، بينها صورة يظهر فيها علمان في زاوية الصالون الرئيسي بالمنزل، وهي تتشابه بدرجة كبيرة، مع صور نشرها الموقع الرسمي للائتلاف، لاجتماعات افتراضية عبر الإنترنت أثناء جائحة “كورونا”، يظهر فيها الحريري وخلفه العلمين وخزانة مميزة.
واتصلت “جسر” بالشخص الذي عرض المنزل للبيع، وهو صاحب شركة “إيلفا” العقارية في منطقة أسنيورت، واسمه “فؤاد قاسم”، للاستفسار، وقال إن البيت يسكن فيه صاحبه الذي اشتراه قبل الانتهاء من عملية الإعمار، ولم يسكنه أحد من بعده، ولم يذكر صاحب الشركة اسم صاحب المنزل.
وتواصلت “جسر” مع أحد أعضاء الائتلاف وعرضت عليه الصور المنشورة في إعلان البيع، بهدف التحقق إن كان المنزل يملكه “الحريري” أم لا، وقال عضو الائتلاف إنه سبق وأن زار برفقة أعضاء الائتلاف هذا المنزل الذي كان يسكنه “نصر الحريري”، وجلسوا في الصالون ذاته الواضح في الصور، والذي يوجد على طاولاته علم الثورة السورية.
وأضاف عضو الائتلاف أنه “من الواضح أن المنزل تم فرشه وتجهيزه بأثاث فاخر، من النوعية التي لا يمكن أن يشتريها إلا التجار ورجال الأعمال الكبار الأثرياء”.
وأردف: “البيت كان يسكنه الحريري بالفعل، لكنني غير متأكد إن كان المنزل ملكاً له”.
وبالتعاون مع تاجر عقارات تركي (دلّال)، جرى البحث في السجل العقاري عن المنزل المذكور، وقال التاجر إن المنزل مسجل باسم “Zafer alhriri – ظفر الحريري”، وهو الاسم الذي اعتمده “نصر الحريري” في جنسيته التركية، وفق عضو الائتلاف، وعند محاولتنا الحصول على صورة لسند الملكية، اتضح أنه وفق القانون التركي، لا يُعطى أو يُعرض السّند العقاري (الطابو) إلا لصاحب العقار (المالك الشرعي) أمّا الأشخاص المالكين لحقوق أخرى في العقار المعني غير حقّ الامتلاك (كالمؤجّر أو الرّاهن) فلا يتمّ إعطاؤهم سند الطابو.
وعرضت “جسر” جميع النتائج التي توصلت إليها على معارض سوري يقيم في إسطنبول، لأخذ تعليقه عليها، وقال إن “الكثير من الشائعات تدور منذ فترة حول امتلاك نصر الحريري لأربعة عقارات في إسطنبول”.
وحول المنزل المعروض للبيع قال المعارض السوري -الذي رفض الكشف عن هويته- إن “سبب بيع نصر للمنزل قد يكون شعوره بأن دوره تقلّص وشارف على النهاية بالنسبة للأتراك، وسط الحديث عن مرحلة جديدة وهيكل سياسي جديد أو تغييرات جذرية في الائتلاف، وهو التصور الذي يدعمه الاجتماع الأخير بين الأتراك والروس والقطريين في الدوحة، والذي تزامن أيضاً مع لقاء أجراه وزير الخارجية التركي مع رياض حجاب”.
وأردف: “أعتقد أن هذه هي الأسباب التي دفعت نصر لاستباق الأحداث وبيع منزله أو عقاراته الأُخرى، ربما تحضيراً لمغادرة تركيا”.
وأشار المعارض السوري إلى أن “هذا لا يعني أن نصر سيختفي من الساحة السياسية السورية، لكنه قد يقفز من مركب إلى مركب آخر، وليس عندي تصوّر لأي مركب سيقفز بعد أن تنهي تركيا دوره الذي يلعبه حالياً”.
الجدير بالذكر أن “نصر الحريري” تحدث قبل عدة سنوات إنه جاء إلى تركيا من مخيمات الأردن، فيما بقي والده هناك. وصرح مؤخراً إنه يتقاضى راتباً بحدود ثلاثة آلاف دولار من الائتلاف الوطني بحكم منصبه.
وأرسلت صحيفة “جسر” رسالة إلى عنوان البريد الإلكتروني الرسمي الخاص بالسيد “نصر الحريري”، لأخذ رده وتعليقه على هذه النتائج التي وصلنا إليها، لكنها لم تتلق أي ردّ.
من “جسر” كانت البداية.. جريمة “فاغنر” بحق السوري “حمادي الطه” أمام القضاء الروسي