جسر: تقارير:
شهد الشمال السوري في الشهر الماضي، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة التفجيرات والمفخخات التي استهدفت مرافق مدنية وأسواق شعبية داخل المدن، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا.
وتزداد مخاوف المدنيين المقيمين في تلك المنطقة من موجة تفجيرات جديدة تستهدفهم، قبيل عيد الفطر والموافق ليوم 23 من شهر أيار الجاري، حيث تكتظ الأسواق الشعبية بالناس المقبلين على التسوق تحضيراً لاستقبال العيد.
وشهدت المنطقة الممتدة من مدينة جرابلس الواقعة على بعد 125 كيلو متر شمال شرقي حلب إلى مدينة عفرين الواقعة على بعد 65 كيلو متر شمال مدينة حلب، بعمق متباين والتي يطلق عليها اصطلاحاً مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، عدداً كبيراً من التفجيرات الكبيرة والمتوسطة طيلة شهر رمضان الجاري.
واستهدفت أحدث التفجيرات مدينة عفرين، مساء أمس الأربعاء، حيث انفجرت عبوة ناسفة خلف مبنى السرايا وسط مدينة عفرين خلفت مصابين اثنين بينهم طفل.
فيما استهدفت مدينة الباب شرق حلب، والتي تعتبر ثاني أكثر المدن المستهدفة بالتفجيرات بعد مدينة عفرين، بانفجارين اثنين منذ بداية شهر رمضان كان أخرها يوم 10 أيار الجاري، حيث قتل شخصان بينهم طفل وأصيب 16 آخرون جراء انفجار في سوق شعبية على طريق مدينة الراعي وسط مدينة الباب، فيما قتل مدني أخر بانفجار مماثل في المدينة ذاتها في 5 أيار الجاري أيضاَ.
أما أكبر التفجيرات وأكثرها دموية في الآونة الأخيرة، فقد شهدته مدينة عفرين يوم 28 من شهر نيسان الماضي، حيث قتل 42 شخصاً وأصيب أكثر من 60 آخرين جراء انفجار صهريج مفخخ في سوق شعبية على طريق راجو وسط المدينة.
مخاوف انعكست على السكان
وتقول “خديجة أم رضا” وهي من أهالي مدينة الباب إن “أكثر ما يخيفها هو المرور في هذه الأيام، هي المرور بالأسواق المزدحمة، حيث تستهدفها 90 من التفجيرات”
وتضيف “ليتني أستطيع التخلي عن النزول إلى السوق، وخصوصاً في هذه الفترة، التي تعتبر فترة مغرية للمجرمين، ليفجروا الأسواق، فيسقطوا بذلك أكبر عدد من الضحايا”، مبدية خشية من أن يتحول العيد إلى “كارثة ومأساة”.
أما “باسل حمد” أحد تجار المواد الغذائية في مدينة أعزاز، فيصف المنطقة بأنها “حقل الألغام” إذ يقول “لا يوجد مكان آمن من المفخخات إلا داخل منازلنا، أشعر بشكل دائم أن في أي لحظة، من الممكن أن أقتل بتفجير وأنا أمام دكاني في السوق، إلا أن هناك واقع مفروض علينا، وبات من الواجب التأقلم معه”.
وحال “نجاة” المهجرة من مدينة دير الزور والعاملة كمدرسة في أحد مدارس منطقة درع الفرات، لا يختلف كثيراً عن أهل البلد الأصليين، فتقول “نحن في حالة ترقب دائم، نشعر بتوتر ينتابنا عند المرور من كل سوق شعبية مكتظة”، مضيفةّ “أنا وكثيرون من أمثالي لدينا حالة يأس من ضبط تلك التفجيرات أو إنهاءها من قبل العناصر الأمنية التابعة للجيش الوطني”، لافتة إلى أنها تسعى جاهدة للسفر إلى تركيا، والالتحاق بأسرتها التي تعيش هناك، معتبرة أن التأقلم مع الوضع الأمني في الشمال السوري محال.
وتحمل تركيا صاحبة النفوذ العسكري والسياسي في تلك المنطقة وفصائل الجيش الوطني، المسؤولية عن تلك التفجيرات المستمرة كلاً من قوات سوريا الديمقراطية ونظام الأسد، حيث تهدف تلك العمليات لمنع الاستقرار ونشر الفوضى في تلك المناطق.
تركيا و”الإدارة الذاتية” تتبادلان الاتهامات بالوقوف وراء تفجير عفرين