أثارت تغريدة للكاتب التركي حمزة تكين نشرها على حسابه في تويتر، ردود فعلٍ غاضبة بين أوساط المغردين العرب والسوريين. واسترجع تكين، المؤيد للحكومة التركية والمقرب من الرئيس أرودغان، في تغريدته المقتضبة، الأحداث التاريخية المصاحبة للحرب العالمية الأولى، وأفول السلطنة العثمانية، مستخدماً التعبير التركي الشائع في وصف الثورة العربية الكبرى (1916) على اعتبارها “خيانة عربية وخنجراً في ظهر الخلافة الإسلامية”.
الناشط السوري ماجد عبد النور، رد على كلام تكين في سلسة تغريدات، لخص خلالها المشهد العربي تحت حكم الدولة العثمانية بداية القرن العشرين قائلاً: “لقد فعل العرب مابوسعهم للخلاص من دولة مريضة لاتقوى على إطعام جائع، أنتم من طعن بالعرب وأنتم أهم أسباب سايكس بيكو واحتلال فلسطين…” في إشارة إلى المجاعات والأوبئة المتفشية في الولايات العربية تحت الحكم العثماني.
وتوسع عبد النور في رده من خلال تغريدة أخرى، تبرأ فيها من حالة الاستقطاب الحادة بين معسكري تركيا-قطر من جهة، والسعودية-الإمارات من جهة أخرى: “لايهمنا عداؤكم للإمارات والسعودية لأنكم في نفس الخانة كلكم تابعون لمن هو سيدكم…” وكان الكاتب التركي قد ألمح في تغريدته إلى دور دول الخليح العربي في قيادة الثورة العربية، وقيادة الحراك المناهض للدور التركي في المنطقة في الوقت الحالي: “الخنجر (…) يخرج اليوم من نفس المكان بيد أحفاد أولئك الخونة محاولاً الطعن مجددا بالمسلمين وآمالهم وطموحاتهم ولكن هذه المرة.. سنكسر خنجرهم.”
مجموعة كبيرة من المغردين العرب تفاعلوا مع ما كتبه تكين، وأيدوا بالمقابل ردود ماجد عبد النور، حيث وصف الأخير تغريدة الكاتب التركي بأنها عنصرية، وتستند أساساً إلى منهاج عنصري يدرس في تركيا ويروج للأكاذيب التاريخية “لقد درّسوك (في تركيا) العنصرية ولكننا درسنا التاريخ.”
ويقيم الناشط ماجد عبد النور في المناطق المحررة غربي حلب، منذ تهجيره مع باقي أهالي بلدته (رتيان) شمال المحافظة في شباط 2016 عقب سيطرة قوات الأسد والميليشات الإيرانية على البلدة. ويعمل عبد النور في المجال الإعلامي منذ بدايات الثورة، حيث عمل مع العديد من الوكالات، وأسس لاحقاً (وكالة ثقة) مع مجموعة من الناشطين السورين.
وكان تكين الذي يجيد اللغة العربية، ويعتبر بحسب متابعين للشأن التركي، أحد الفاعلين في محاولات “السيطرة الثقافية” التي تقودها حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان في المنطقة العربية، كان قد أصدر منتصف العام كتاب (الكابوس والجاسوس)، حيث اختار قطر محطة عربية لتوقيع الكتاب الذي يعيد سرد المحاولة الانقلابية الفاشلة من وجهة نظر الحكومة التركية، ويصف الكتاب الرئيس التركي أردوغان بالكابوس، كما نشر الكاتب صورة تجمعه مع أردوغان وأحد مستشاريه معلقاً: مع الكابوس شخصياً.