جسر: خاص
كثرت الروايات حول جريمة قتل العقيد الطيار اسماعيل ملا عمير (٥٢ عاماً)، في منطقة “يني كنت” بحي اسنيورت في اسطنبول، على يد ابن شقيقه، والتي وقعت في ٣١/١٢/٢٠١٩، وعزت غالبية وسائل الإعلام تلك الجريمة لأسباب عائلية، لم يكشف عنها.
ولحسم الجدل تواصلت “جسر” مع الشاب” حمزة اسماعيل ملا عمير” (مواليد ١٩٩٦)، ابن الضحية، والذي لا يقيم مع والده، في اسطنبول، بل في ولاية تركية أخرى، إلا أن اتصالات هاتفية مستمرة كانت تتم بينهما، في وقت عاش فيه والده في اسطنبول مع زوجته الثانية وابنهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام.
يوم وقوع الجريمة، لم يكن “حمزة” حينها في اسطنبول، وعلم بها من خلال اتصال هاتفي تلقاه من ذويه، وقبل الحديث عن كيفية وقوع الجريمة قدم حمزة بعض المعلومات عن ابن عمه والتي حصل عليها عن طريق معارف، فقال “عبدالقادر خليل ملاعمير” (١٩٩٦) هو ابن عمي، عمل عبد القادر في رحبة اصلاح السيارات العسكرية، لدى بي كي كي، بمحافظة الحسكة، وكان يحصل على أجرة يومية ولم يكن منتسباً بشكل رسمي، وهناك بدأ بتعاطي المخدرات، واستمر بتعاطيها، سواء عندما كان في سوريا أو عندما انتقل إلى تركيا، وقد تم توقيفه من قبل شرطة الباب بتهمة تعاطي المخدرات”.
وحصلت “جسر”، من خلال مصادرها، على صورة خاصة بالقاتل “عبد القادر” أثناء إلقاء القبض عليه في مدينة الباب.
وأضاف “حمزة” “كان عبد القادر يقيم في تركيا، وتم ترحيله عام ٢٠١٩ إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، فأقام في سوريا لمدة ثلاثة شهر، وبعد بدء عملية نبع السلام عاد إلى تركيا، وأقام في أورفه لدى أقارب والدته، الذين ما لبث أن اختلف معهم، فسافر إلى اسطنبول ليقيم عند أقارب آخرين لوالدته، وكما حصل سابقاً، وقعت مشاكل بين الطرفين، فاضطر عمه (والدي) إلى استقباله في منزله”.
وعن الفترة الزمنية التي أقام فيها القاتل داخل منزل الضحية، أجاب حمزة “لم تتجاوز شهراً واحداً، وخلال تواصلي مع والدي، أخبرني ان عبد القادر يقوم بتصرفات غريبة، وعندما علم أنه يتعاطي المخدرات اصطحبه إلى طبيب، وهنا بدأت المشاكل”.
وذكرت وسائل إعلام أن زوجة الضحية كانت برفقة زوجها عند وقوع الجريمة إلا أن حمزة كشف أن والده كان في المنزل مع ابنه الصغير والقاتل فقط، أما زوجته فقد كانت خارج المنزل حينها، ووقعت الجريمة إثر قيام الجاني بطعن عمه بسكين مطبخ في رقبته، ولم يتمكن القاتل من الهرب، إذ أن صوت الشجار لفت نظر الأهالي فاتصلوا بالشرطة، التي جاءت على الفور، لقربها من منزل الضحية، وألقت القبض عليه.
وعلمت “جسر” من مصادر خاصة أن هناك علاقة بين الجاني، وبين عناصر من قوات البي كي كي، في سوريا، وقد ارتكب تلك الجريمة، تنفيذا لطلب “بي كي كي” بغية إطلاق سراح شقيقه “أحمد خليل ملا عمير” الذي تم احتجازه منذ سنوات لدى بي كي كي، رغم أنه طالب جامعي برئ، ولا علاقة له بالتهمة المنسوبة إليه بأنه من فصيل أحرار الشام.
وشغل الراحل “اسماعيل ملا عمير” منصب رئيس مجلس دير الزور العسكري (٢٠١٢ـ ٢٠١٣)، وقائد الفرقة الخامسة مغاوير وبدخول تنظيم داعش توجه إلى تركيا، وعمل كمسؤول عن الجبهة الشرقية لهيئة الأركان والمجلس العسكري الأعلى في سورية.
وكان يعمل قبيل مقتله مع الجيش الوطني في الفيلق الثاني فرقة الحمزة، كمسؤول عن العلاقات الخارجية.