جسر – السويداء
انتشرت في محافظة السويداء على مدى السنوات القليلة الماضية العديد من منظمات المجتمع المدني تحت مسميات وأهداف مختلفة، حيث اهتمت بعض المنظمات بقضايا الإنسان ونشر التوعية والفكر المدني بين المدنيين.
وكرست منظمات أخرى اهتماماتها بقضايا المرأة والطفل، لاسيما مع انتشار العنف وفوضى السلاح والمخدرات، الذي ساهم بشكل أو بآخر بتفشي ظاهرة التحرش والعنف الجنسي والأسري وعودة جرائم الشرف إلى الواجهة مجدداً بعد نحو ربع قرن من انخفاض نسبة الجرائم من هذا النوع بشكل كبير في المحافظة.
“منصة أمان” وهي منظمة تعنى بشؤون المرأة ومحاربة التحرش والجنسي وتنشيط وتفعيل دور المرأة، عن طريق مجموعة من الشباب داخل السويداء من بينهم محامين ومختصين، تأتي مهمتهم بتفعيل الدور القانوني لمعالجة القضايا المذكور.
تختلف المنظمة بشكل كبير عن باقي المنظمات في المحافظة من ناحية الدعم ونوعية القضايا التي تطرحها، إضافةً إلى معالجة الكثير من القضايا الطارئة التي تشهدها السويداء عن طريق مختصين من محامين ومهتمين بالمجتمع المدني ودوره في تطور المجتمع.
ووجهت صحيفة “جسر” أسئلة لاثنين من القائمين على المنظمة وهما مسؤول التواصل في المنصة ومديرة المنصة للتعرف على نشاطها ودعمها بشكل أكبر وكانت الأجوبة على النحو التالي:
إلى مدير التواصل:
س: كيف يمكن لك أن تصف لنا آلية عمل المنظمة ونشاطها؟
ج: “تعمل منصة أمان على ثلاث محاور:
اجتماعي- قانوني- نفسي وذلك عبر أخصائيين يعملون على معالجة الحالة، وفق اختصاصهم، سواء كان توعوي أو علاجي أو تقديم حل قانوني”.
س: من هم القائمون على هذا المنظمة ومن أين تستمد دعمها؟
ج: “القائمون على منصة أمان هم شابات وشبان من محافظة السويداء يملكون مهارات التواصل واختصاصات علمية في مجالات عمل المنظمة ومحامين وحقوقيين ونشطاء مدنيين داعمين معنويين لعمل المنصة ولا يوجد أي دعم مادي إلى الآن حيث إن معالجة ومتابعة القضايا تتم عبر متطوعي الفريق”.
س: ما الهدف من إنشاء هكذا منظمات وما الذي يميزها عن غيرها من المنظمات القائمة؟
ج: “تهدف أمان الى السعي لمحاولة تأمين ملاذ آمن للنساء المعنفات والمتعرضات لأنواع الابتزاز والتحرش المختلفة، إضافة لنشر الوعي الاجتماعي والنفسي في أوساط المجتمع الأنثوي بالدرجة الأولى والذكوري أيضاً، والعمل على تأكيد ثقافة حق المرأة في المجتمع الشرقي بالحياة والحرية والكرامة والتعلم والاستقرار والاستقلال وتتميز عن المنظمات المتماثلة بالأهداف عبر وجود خط اتصال ساخن مخصص للمعنفات والمتعرضات للابتزاز والتحرش، وذلك عبر حلول قانوني واجتماعية وأهلية”.
س: إلى أين تطمحون للوصول بعمل المنظمة؟
ج: “تطمح منصة أمان إلى الوصول لمجتمع يضمن للمرأة الحصول على حقوقها في الحرية والكرامة والوعي والاستقرار كما نهدف لتخليص المعنفات من حالات التعنيف وأثاره النفسية ويوجد حلم حقيقي للقائمين على منصة أمان بوجود منصات وتجمعات ومنظمات كثير تعالج هذه القضايا بمبادرات شخصية واجتماعية لخلق ثقافة عامة تناصر المرأة وتدعمها”.
إلى مديرة المنظمة:
س: أنت كأنثى وإحدى القائمات على عمل المنظمة هل تجدين أن المنظمة تلبي رغبات المرأة وتناصر قضيتها وكيف؟
ج: “انطلاقاً من ضرورة وجود حل للمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة مع شعورنا بعدم فعالية الحول المطروح من قبل الجهات المعنية والمتبنية للنهج المدني بخصوص قضايا المرأة أما ما يميز منصة أمان هو قدرتها على إيجاد حل للمعنفات والمتعرضات لابتزاز أو تحرش عبر أوراق ضغط قانونية واجتماعية وأهلية تضمن السلامة للحالات”.
س: ماهي أبرز القضايا التي عالجتها المنظمة إلى الآن وكيف تمت المعالجة؟
ج: “بعمر المنصة الذي لا يتجاوز الشهر عملياً نجحنا بمعالجة حالتين في المحافظة إلى الآن أولهما كانت ضحية تعنيف من الزوج وأهله عبر علاجها نفسياً وتمكينها ودعمها حتى تجاوزت الآثار النفسية والاكتئاب الذي مرت به، وتمكنت من العودة الى الصحة النفسية المتكاملة ومتابعة حياتها بشكل طبيعي إضافة لتشجيعها على مواصلة التعليم حيث بدأت حديثاً بالدراسات العليا.
والثانية هي تخليص فتاة من إحدى قرى ريف السويداء من حالة ابتزاز تعرضت لها من خطيبها السابق، حيث تمكن فريق المنصة عبر أدواته من تخليصا من الابتزاز ووضع حد للمبتز وملاحقته قانونياً، ويجري العمل على تقديم دعم نفسي واجتماعي لها تمهيدا لمعالجة أثار الابتزاز النفسية”.
س: ماهي الصعوبات التي تواجهكم في عملكم وماهي الخطة المستقبلية للتغلب عليها؟
ج: “بتراكم خبرات فردية سابقة للفريق، تمكنا من تجنب بعض المخاطر التي تبقى قلة الوعي لهذه القضايا العائق الأكبر، إضافة للحواجز الاجتماعية والمعوقات التقليدية في المجتمعات الشرقية التي تحد من قدرتنا على الوصول لكل فتاة وامرأة في السويداء وعلاجها بعملنا الدائم على نشر الوعي الاجتماعي والقانوني، ومحاولة الوصول لمانحين يعززون من قدرتنا على الوصول الأكبر ونشر الوعي.. منصة امان تثمن مواقف الداعمين المعنويين”.
س: هل هناك إمكانية مستقبلية لربط المنظمة بمنظمات عالمية مختصة بقضايا المرأة.. هل تلقيتم عروض؟
ج: “تسعى أمان لتشبيك قوي ومستمر مع المهتمين وأصحاب الموثوقية في وسط الهيئات والمنظمات المعنية والمهتمة ولحد الآن لم نتلقى أي عرض جاد”.
وعن اهتمام القضاء بقضايا المرأة وكيف تم التعامل مع قضايا النساء التي تم طرحها ختمت مديرة المنصة حديثها لـ”جسر” بالقول:
“يعاني العمل القانوني المختص بقضايا المرأة ما يعانيه القضاء السوري بشكل عام من روتين وبيروقراطية ومحسوبيات، بيد أن الأمل معقود على الشرفاء لدعمنا والذين سبق ووقفوا مع حالات قدمناها لهم في هذا السياق المتعلق بالعمل القانوني، أما بخصوص قوانين الأحوال الشخصية والمدنية لا يخفى على أحد وجود ثغرات قانونية وعثرات تنظيمية وروتينية تعيق خلق واقع قانوني مثالي”.