جسر – متابعات
نشرت صحيفة “إندبيندت” البريطانية تقريراً جاء فيه، أن ثمة مكان في سوريا يعتبر من “أكثر من البقع على وجه الأرض خطورة ودموية” مع تزايد جرائم القتل التي باتت تزداد فيه دون معرفة دوافع الكثير منها.
وقالت الصحيفة، إنّ مخيم “الهول” يعتبر الأكثر خطورة في العالم، و يعيش فيه نحو 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وكثير منهم كانوا قد نزحوا بسبب الحرب في سوريا والمعارك ضد “داعش”، لكن غالبيتهم من العراقيين، وبينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش” الأجانب، وتشير تقديرات إلى أنهم ينحدرون من حوالي 60 دولة، يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشدّدة، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت من “حالات تطرف”.
ونقلت الصحيفة عبر مراسلتها، مشاهد مروعة عن وقائع قتل وعنف داخل مخيم الهول، ومنها إقدام مسلح مجهول خلال وقت صلاة يوم جمعة على اقتحام خيمة لامرأة تدعى سارة وقتل اثنين من أقاربها في وضح النهار، وحوادث أخرى مشابهة.
وفي ذات السياق، ترى منظمات إنسانية وحقوقية استهدفت مراكزها واستهدف موظفيها، أنّ مخيم الهول كان أكثر دموية هذا العام، من حيث عدد جرائم القتل، وذلك مقارنة بمدينة كراكاس في فنزويلا، والتي صنفت في العام الماضي على أنها العاصمة الأكثر دموية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن المشرفين على المخيم قولهم، أنّ الاعتداءات تصاعدت، إضافة إلى ومحاولات قطع الرؤوس، والابتزاز، والسرقة، وحرق الناس بالإضافة إلى جرائم القتل.
وأشارت الصحيفة، أنّ هذه التطورات دفعت المسؤولين في “قسد” إلى الدعوة إلى إعادة هيكلة أمنية كبيرة، وتوجيه رسائل تحذير إلى المجتمع الدولي بضرورة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية واللوجستية لوقف إراقة المزيد من الدماء.
وأكد مسؤولون للصحيفة أن الدوافع وراء جرائم القتل غير معروفة، ولكنهم يعتقدون أن مسلحي داعش ومن يناصرهم هم من يقفون وراء غالبيتها، لافتين إلى أن مخيم الهول قد أضحى جزءا مهما من جهود التنظيم الإرهابي لتجنيد مزيد من العناصر والتخطيط لشن هجمات في الخارج.
وتقول كاثرين أكيلس من منظمة “أنقذوا الأطفال” إن الأطفال هم الأكثر معاناة، وأنه لا يمكن ترك العائلات في هذا “نمط الاحتجاز المروع بشكل خاص”.
كما حذّر المجلس النرويجي للاجئين من أن الوضع يضع “الأساس لمزيد من العنف والتطرف وبالتأكيد المزيد من الإرهاب”.