جسر: تل أبيض:
تحتكر عائلة جاويش من المكون الكردي في مدينة تل أبيض وضواحيها، شمالي مدينة الرقة، كافة طرق تهريب البشر إلى تركيا، وذلك عن طريق إحكام قبضتها على الاستخبارات في المدينة.
تقوم عائلة جاويش، المؤيدة بشكل غير اعتيادي لفكر عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، بالتعامل مع سماسرة في مدينة تل أبيض؛ لاصطياد من يحاولون الهروب من ظروف المعيشة الصعبة في مناطق شمال شرق سوريا، القابعة تحت سيطرة قسد بكافة تشكيلاتها.
يقوم السماسرة بجلب الراغبين بالهروب، ثم تقوم عائلة جاويش بأخذ بياناتهم من أجل “التفييش”، وقبض ما يقارب الـ1000 دولار أمريكي عن الشخص الواحد، مقابل “إيصال قبض” تصدره العائلة المذكورة. ليتم تجميع “الهاربين”، وتهريبهم من مناطق في ضواحي مدينة تل أبيض، أو عبر أنفاق تحت الأرض.
مراسل صحيفة “جسر” استطاع الوصول لشاهد تم تهريبه من تل أبيض باتجاه تركيا، الشاهد قام بتوضيح بعض تفاصيل عملية التهريب قائلاً: “تم الاتفاق مع المهرب الذي طلب مني مبلغ 1200 دولار، وأوصلني الى تل أبيض التركية (أقجه قلعة) عبر طريق مضمون تم الاتفاق عليه مسبقا”، وأوضح الشاهد بعض اﻹجراءات بقوله: “يتم أخذ الاسم والرقم الوطني من أجل التفييش، ودفع مبلغ مالي وقدره 1000 دولار، مقابل الحصول على وصل، ثم يطلب المهرب منا الانتظار قليلا، ريثما يتم التأكد من جهوزية الطريق”. وأضاف “بعد مضي ساعات، اتصل المهرب بي، واتفقنا على الساعة 3 بعد منتصف الليل، وعند وصولنا لبيت المهرب، دخلت قوة عسكرية لتقوم بتغطية عيناي، ووضعي في سيارة”.
وعما انتابه من هواجس نتيجة للظروف التي عايشها قال الشاهد: “كان يدور في ذهني أنه قد تتم تصفيتي، وأنني، ربما، وقعت في فخ”، ليضيف: “استمر المسير بنا في السيارة لمدة 10 دقائق تقريباً، إلى أن وصلنا لبيت آخر، ثم نزلنا في أحد السراديب لندخل نفقاً تحت الارض”، وفي النفق، يقول الشاهد: “استمر المسير نحو نصف ساعة، صعدنا بعدها سلماً، بدا وكأنني وصلت منزلاً آخر، حينها تم ازالة العصابة عن عيني، ليضع أحد الأشخاص يده مكانها، ومن ثم تم وضعي في سيارة سارت بنا ما يقارب الـ10 دقائق، لتتوقف قبل أن يقول أحدهم أننا وصلنا تركيا!”.
عند هذه النقطة يقول الشاهد: “تم تسليمي أغراضي الشخصية، وقمت بالاتصال بأحد الاشخاص من أقرابي ليأخذني الى منطقة اورفا في تركيا”.
وتقوم عائلة جاويش باعتقال كل مهرب لا يعمل تحت إمرتها؛ بغية السيطرة بشكل كامل على التهريب، الذي يدر مبالغ كبيرة، ليس على العائلة وحدها، بل على حزب العمال الكردستاني أيضاً.