جسر: خاص:
رد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول عدم التزام روسيا باتفاقياتها مع بلاده بخصوص إدلب. وقال بيسكوف، خلال حديث مع الصحفيين اليوم الجمعة: “لا نوافق على ذلك، روسيا تنفذ التزاماتها بالكامل بموجب اتفاقات سوتشي فيما يتعلق بمنطقة إدلب”، دون التطرق ﻷستانا أو لاتفاقيات خفض التصعيد الناتجة عنه، وهي اﻷكثر اتصالا بملف إدلب.
وبعد إعلانه نهاية المسار قبل يومين، أكد الرئيس التركي اليوم إن بلاده لن تقف متفرجة حيال مايجري في إدلب، مضيفا أن بلاده تريد إرساء الاستقرار في سوريا، ولن تتردد “في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك بما فيها استخدام القوة العسكرية”.
وكانت تركيا قد أرسلت الثلاثاء الماضي رتلا ضخما من التعزيزات ضم عشرات اﻷليات، منها 14 دبابة، إضافة إلى مجنزرات وصهاريج وبرادات، استقر مساء اليوم نفسه في صوامع الحبوب جنوب سراقب إلى الغرب من النقطة التركية في تل طوقان، حيث أقام نقطة مراقبة جديدة على الطريق الدولي، الذي تواصل قوات النظام سيطرتها على أجزاء إضافية منه متقدمة باتجاه الشمال إلى المدينة اﻻستراتيجية بعد سيطرتها على معردبسة وخان السبل قبلها، لتنتقل اﻻشتباكات إلى مرديخ.
واليوم، قامت القوات التركية المتمركزة في محيط سراقب بإنشاء نقطة مراقبة ثانية على الطريق الدولي، شمال سراقب هذه المرة، عند التقاء الطريقين M4/M5، في موقع يقربها أكثر من نقطة العيس في ريف حلب الجنوبي التي تبادلت قبل أيام القصف المدفعي مع قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية في محيط سد شغيدلة حيث تقيم إيران نقطة لها.
وفي ريف حلب الجنوبي، تواصل قوات النظام تقدمها، وبعد سيطرتها على خان طومان ليل أمس، سيطرت اليوم على القراصي والقلعجية لتوسع مساحات سيطرتها باتجاه الجنوب والغرب حيث تقترب أكثر من الطريق الدولي والنقطة التركية في العيس، اﻷمر الذي يشي ربما بالنوايا التركية من وراء التعزيزات اﻷخيرة، وانشاء نقاط المراقبة في محيط سراقب، في ظل تصريحات إردوغان اليوم وتهديده باستخدام القوة العسكرية.
وتسعى تركيا إلى تعزيز موقفها التفاوضي أمام شركائها اﻹيرانيين والروس في أستانا، من خلال التعزيز على الطريق الدولي في محيط سراقب، الذي يبدو أنها ستفاوض عليه أملا في التوصل لاتفاق يشبه ما توصل إليه الرئيسان التركي والروسي في سوتشي فيما يخص الطريق M4 في مناطق “نبع السلام” شمال الجزيرة السورية.
فعلى الرغم من تأكيده انتهاء المسار، ترك الرئيس التركي مصير أستانا معلقا حين قال أن عليهم “تركيا وروسيا وإيران إحياؤه مجددا والنظر فيما يمكن أن نفعله”، أضف أنه أشار في نفس التصريحات إلى رغبته بالالتزام بسوتشي إن التزمت روسيا، وهو ما ركز عليه المتحدث الرئاسي الروسي متجاهلا أستانا، اﻵكثر اتصالا بملف إدلب من سوتشي الذي أنتج ما نراه من سيطرة مشتركة روسية-تركية على الطريق M4 شمال الجزيرة.
والحق، فإن أقصى ما تطمح إليه تركيا أو تريده في إدلب، قد لا يبلغ، مهما تعاظم، مبلغ ما حصلت عليه شرق الفرات الذي شنت فيه عملية عسكرية سيطرت خلالها على مساحات واسعة في محيط الطريق M4، لتعود وتتنازل عن سيطرتها الكاملة عليه بناء على تفاهمات سوتشي.
“انتقاما لسليماني” إيران تدخل حرب الطرقات الدولية.. تعزيزات من ديرالزور إلى ريف حلب الغربي