جسر: خاص:
ألقت السلطات الأمنية التركية يوم أمس اﻻثنين القبض على القيادي في تنظيم داعش في محافظة ديرالزور المدعو يوسف المرهون “أبو وائل” بالقرب من مدينة بورصة التركية. وعبر اﻻستعانة بمراسليها، توصّلت “جسر” إلى معلومات تفصيلية حولة علاقة “المرهون” بـ”داعش” وطبيعة نشاطه في الفترة التي سبقت انضامه للتنظيم.
ولد يوسف المرهون، المعروف بكنيته “أبو وائل”، العام 1970 في مدينة الميادين جنوب شرق ديرالزور، وأكد مراسل “جسر” أنتماءه في الفترة التي سبقت الثورة لـ”حزب البعث” وأنه شغل منصب أمين فرقة فيه.
مع انطلاق الثورة السورية، لم تبدر عن المرهون أي إشارة تخالف المعهود عنه كبعثي، ويؤكد مراسل “جسر” أنه كان من أوائل المشاركين في تنظيم العديد من المسيرات المؤيدة لرأس النظام في تلك اﻷيام. وأنه استمر مدة في إظهار انحيازه الواضح لنظام اﻷسد؛ ما عرضه لعدة محاولات اغتيال على أيدي الثوار، يقول مراسل “جسر” إن نجاته من بعضها كان بمثابة أعجوبة.
ومع انحسار سيطرة النظام عن الميادين، بدر عن المرهون تغيّر مفاجئ في مواقفه، وأظهر تأييده للثورة والجيش السوري الحر، ومعادته لنظام اﻷسد، وإصرارا على وجوب قتاله وطرده من ديرالزور؛ وبذلك، يقول مراسلنا، استطاع المرهون محو تاريخه المؤيد للنظام.
ويبدو أن جهود المرهون أثمرت في تقريبه أكثر من قياديين فاعلين في الفصائل المحلية المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر، وحصل من أحدهم على رخصة لبيع أسلحة الصيد، افتتح بموجبها كشكا لبيع الذخيرة وبنادق الصيد القادمة من تركيا.
استمر المرهون على الحال نفسه حتى استيلاء “داعش” إلى المدينة، ليقدم نفسه كعضو في إحدى خلايا التنظيم النائمة، واستطاع إقناع قياديين في التنظيم بذلك فتم تعيينه في “المحكمة الشرعية”. ويؤكد مراسلنا، أن المرهون اتبع دورة شرعية خاصة بالقضاء، أقامها التنظيم في مناطق سيطرته في العراق.
وبعد مبايعة صدام الجمل للتنظيم، ازداد نفوذ المرهون فيه، نظرا لصلة النسب التي تجمعهما، لينتقل إلى العراق ويتقلد منصبا قضائيا أيضا؛ “أمير ديوان المظالم في وﻻية حصيبة”، التابعة للأنبار. ويضيف مراسلنا، أن المرهون زوّج في تلك الفترة إحدى بناته ﻷمير أمنيي التنظيم في “العشارة” و”محكان” و”القورية”، الملقب بـ”أبي جبرائيل”، والمعروف بسطوته في صفوف “داعش” والمناطق الواقعة تحت سيطرته.
وعلى الرغم من ذلك، يشير مراسل “جسر” إلى سلوك ملفت للمرهون تمثل في إصراره على إبعاد أبنائه الذكور عن الانخراط في صفوف التنظيم أو اﻻرتباط به بأي شكل كان.
ومع ازدياد نفوذه في التنظيم، حصل المرهون على ترخيص للإتجار باﻷسلحة، وافتتح أحد أكبر المتاجر في المنطقة، وقام بتأمين شحنات كبيرة من اﻷسلحة والذخائر عن طريق تجار في ريف دمشق للتنظيم الذي بات من الثقاة فيه، اﻷمر الذي انعكس على نمط حياته؛ فظهرت عليه معالم الثراء والترف وبدأ باقتناء السيارات والعقارات في الميادين.
في أحد اﻹصدارات المرئية لـ”داعش”، يظهر “أبو تقي الشامي”، وهو اللقب الذي اختاره المرهون لنفسه مع صعود نجمه في التنظيم، حاملا مسدسا من طراز “جلوك”، أثناء تنفيذه “حكم اﻹعدام” في مدينة “البوكمال” بحق شخص قال إنه “مرتد”.
مع انحسار سطوة التنظيم عن مناطق غرب وادي الفرات أمام نظام اﻷسد والميليشيات اﻹيرانية، فر المرهون مع غيره من عناصر التنظيم والتحقوا به شرق الفرات حيث استمر في صفوفه حتى حصاره في الجيب اﻷخير له وسقوط “هجين” في أيدي “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، لتنقطع أخباره وتكثر الروايات عن مصيره.
ونظرا لتاريخه المرتبط بنظام اﻷسد وتقلباته المتكررة، تعددت الروايات حول ما آلت إليه أحوال المرهون بعد “هجين”، لكن جميعها اتفق على عودته إلى صفوف النظام؛ كعميل أنجز مهمته التي زرع ﻷجلها في كل جماعة عمل معها.
وذهب بعض أهالي المنطقة إلى أن المرهون عاد من هجين إلى الميادين تحت سيطرة النظام مستفيدا من علاقاته القديمة بالمسؤولين اﻷمنيين فيها، وذكر آخرون أنه انتقل للإقامة في دمشق وأنه مستمر في عمله مع أحد اﻷجهزة الأمنية، لتقبض السلطات التركية عليه أمس قرب مدينة بورصا بعد خروجه من سوريا إلى أورفا.