جسر: متابعات:
ذكرت صفحات موالية للنظام، أن الأخير أصدر قراراً بتعيين العميد الرّكن المظلّي غياث دلا قائداً لللواء 42 مشاة محمول في الفرقة الرابعة.
وينحدر دلا من قرية بيت ياشوط، إحدى قرى جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، انخرط مبكراً في السلك العسكري، حيث خدم في الفرقة الرابعة ضمن اللواء 42 دبابات، وهو نفسه اللواء الذي كان يقوده ماهر الأسد قبل تعيينه قائداً للفرقة الرابعة.
ومع اندلاع الثورة السورية، شارك العقيد غياث في كافة عمليات اللواء 42 دبابات، وبالأخص في داريا، وفي معضمية الشام التي تم اقتحامها وارتكاب أفظع المجازر فيها.
ولخص موقع “مع العدالة” أبرز الانتهاكات التي ارتكبها دلا، ففي 9/5/2011، طوق عناصر الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية معضمية الشام وحاصروها مدة أسبوعين، ثم اقتحموها بالآليات الثقيلة والدبابات، وتم نشر القناصات على أسطح المباني، وتم اعتقال أكثر من 2000 مدني.
وفي آذار 2013، شنت القوات نفسها حملة أشد قسوة ضد معضمية الشام، قُتل فيها حوالي 2000 مدني بينهم أكثر من 60 سيدة و100 طفل، وتجاوز عدد الجرحى 3000 آلاف بينهم عدد كبير من أصحاب الإعاقات الدائمة.
ويتحمل العقيد غياث واللواء جمال يونس والعميد جودت الأحمد واللواء أوس أصلان بالفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد المسؤولية المشتركة عن الجرائم التي وقعت في تلك الفترة.
وتحدث تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان “بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا” ، عن ممارسات الفرقة الرابعة الهمجية في قمع المحتجين، وفي حصارها لمعضمية الشام، مما أضطر أهلها لأكل أوراق الشجر، وكان كل من يحاول الخروج أو الدخول إليها يتم قنصه.
كما شارك العقيد غياث دلا في العملية التي وقعت في المدينة بتاريخ 21/8/2012، حيث ارتكبت قوات الفرقة الرابعة مجزرة راح ضحيتها 86 قتيلاً، وارتكبت مجزرة أخرى في شهر أيلول من عام 2012 قُتل فيها نحو 80 مدني، وفي آب 2012 شارك العقيد دلا في ما يعرف بمجزرة داريا الكبرى والتي راح ضحيتها أكثر من 700 قتيل بينهم أطفال ونساء وعوائل كاملة.
وكان لعناصر الفرقة الرابعة الدور الأكبر في تهجير وقتل أهالي حي القابون، حيث بلغت التجاوزات ذروتها أثناء اقتحام عناصر الفرقة الرابعة في شهر تموز من عام 2011 للحي، إذ قامت تلك القوات بتطويق الحي ونشر الأسلحة الثقيلة، وأدت هذه الحملة إلى اعتقال ما يقارب 1500 مدني من أهالي حي القابون فقط.
وتكررت العملية ضد القابون عام 2012؛ حيث شهد الحي عمليات قصف ممنهجة من قبل دبابات الفرقة الرابعة، واستمرت الحملة خمسة أيام أسفرت عن تهجير أكثر من 90% من أهالي الحي وتجريف قسم منه، ومقتل 100 شخص على الأقل، واعتقال مئات آخرين، إصافة لعمليات السرقة والتعفيش، وتدمير البنية التحتية والصناعية في الحي.
وبرزت همجية غياث دلا بصورة واضحة في معركة المليحة عام 2014، والتي استمرت أكثر من 40 يوماً، وانتهت بسيطرة قوات النظام على البلدة بعد تدميرها بالكامل، وكانت الفرقة الرابعة في منطقة المليحة آنذاك بقيادة العقيد غياث.
ولدى تشكيل قوات “الغيث” على غرار قوات “النمر”، قام العقيد غياث دلّا باقتحام داريا بعد تدميرها بالكامل، وارتكب الممارسات الهمجية نفسها في كل من: حتيتة الجرش، والدخانية، والكباس، وزبدين، وبالا، ودير العصافير، والزبداني، والديرخبية، وخان الشيح، وبيت جن، وأحياء القابون، وتشرين، وبرزة، وجوبر في دمشق، إضافة لمشاركته في معارك وادي بردى مطلع عام 2017.
كما شارك العقيد دلا في معارك حرستا، والتي أسفرت عن تدمير المدينة وتهجير أكثر من 150 ألف مدني، حيث استخدم دلا صواريخ “جولان” التي تفتقر إلى دقة التصويب فأدت إلى وقوع خسائر بشرية ودمار كبير.
وأطلق موالون على العقيد غياث لقب “أسد الغوطتين”، في كناية صريحة لما فعله في الغوطة الغربية والشرقيةـ من قتل وتدمير وتهجير.
وعُرف عن العقيد غياث إصداره الأوامر لمقاتليه، بتجاهل اتفاقات الهدن المبرمة وإطلاق النار على المناطق الآهلة بالسكان، حيث يقول أحد أبناء حي القابون الدمشقي: “أمر العقيد دلا بقصف هستيري همجي بعشرات الصواريخ (أرض-أرض) شديدة التدمير بغزارة على حي القابون، وشن غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي مستهدفة الحي والجرحى من المدنيين، ومخلفة دماراً كبيراً بالممتلكات”.
ويعتبر العقيد غياث من أبرز الموالين للمحور الإيراني داخل النظام، حيث نسق علمياته مع الميلشيات التابعة لإيران بصورة وثيقة في معارك المليحة والزبداني وأحياء دمشق، وكان من المخطط أن يقود معركة الغوطة الشرقية من غرفة العمليات، ولكن القوات الروسية رفضت ذلك، وفرضت العميد سهيل الحسن على رأسها بهدف الحدّ من نفوذ القوات الموالية لإيران.
وفي منتصف 2018، تم إرسال العقيد غياث إلى القنيطرة، من أجل السيطرة على المناطق المحررة في المحافظة، حيث بادر إلى ضم عدد من عناصر الميلشيات الإيرانية وعناصر “حزب الله” اللبناني داخل قواته عبر منحهم لباساً مشابهاً للباس قواته بهدف التمويه.
ومن أبرز الميلشيات التي انخرطت في صفوف قوات العقيد غياث، “لواء الإمام الحسين” التابع للتيار الصدري، كما تتواجد عناصر إيرانية وأفغانية كذلك ضمن تشكيلاته.