شهدت الحسكة والقامشلي، الخميس، سلسلة من الانفجارات بدراجات وسيارات مفخخة، في أحدث موجة عنف تضرب المنطقة الهادئة نسبياً.
ووقعت 3 انفجارات في مدينة الحسكة، صباح الخميس، بدراجات نارية مفخخة، مخلفة أضراراً مادية. وضرب تفجيران حي الصالحية، في حين انفجرت الدراجة الثالثة في حي الكلاسة بالقرب من حاجز لقوات “السوتورو” المسيحية بجانب سكة القطار.
مساء الخميس، انفجرت سيارة “فان” مفخخة مركونة أمام كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس بحي الوسطى في مدينة القامشلي. وبلغ عدد الجرحى 8 أشخاص، فضلاً عن الأضرار المادية التي لحقت بالكنيسة.
الأربعاء، انفجرت دراجة نارية مفخخة بدورية تابعة لـ”قوات الأسايش” الأمنية، أثناء مرورها في الشارع العام في بلدة مركدة جنوبي الحسكة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال. وانفجرت عبوة ناسفة في شارع الغزل حي العزيزية في مدينة الحسكة. كما انفجرت، الاثنين، عبوة ناسفة استهدفت دورية لـ”قوات سوريا الديموقراطية” في قرية الحصوية بريف ناحية تل حميس.
وتفاوتت تفسيرات السكان والمتابعين لهذه الموجة غير المسبوقة، وأسرّ البعض بأن “وحدات الحماية” الكردية تقف خلف التفجيرات لإقناع الدول الداعمة لها تحت شعار “مكافحة الإرهاب” بأن “داعش” ما زال موجوداً وفاعلاً. فيما اتهم ناشطون أكراد الفصائل التابعة لتركيا في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بالوقوف خلف التفجيرات، لزعزعة الامن والاستقرار في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.
فصائل “درع الفرات” لطالما اتهمت “قسد” بإرسال سيارات ودراجات مفخخة بشكل مستمر، وكان آخرها، الخميس، حيث انفجر صهريج مفخخ في عفرين، وتسبب بمقتل 11 مدنياً.
ولم يستبعد بعض من السكان الذين تواصلت معهم “المدن”، أن يكون النظام وراء تفجيرات الحسكة، خاصة أنه سبق وطالب شيوخ عشائر الحسكة الذين استدعاهم إلى حلب قبل شهر، بإطلاق “مقاومة شعبية” ضد ما اسماه “الاحتلال الاميركي” وحلفاءه “الانفصاليون”.
وعلى الرغم من أن بعض المعرفات التي توصف بقربها من تنظيم “داعش” أعلنت تبني تفجير القامشلي الذي حدث بالقرب من كنيسة أبو حجر، إلا أن معظم الذين استطلعت “المدن” أراءهم استبعدوا أن يتمكن التنظيم من اختراق الاحتياطات الأمنية خاصة في القامشلي. كما أشاروا إلى أن عدم وجود انتحاريين، وعدم حصول التفجيرات في أماكن مزدحمة لإيقاع أكبر عدد من القتلى، يشير إلى أن جهة أخرى غير “داعش” تقف خلف التفجيرات.
ورداً على سلسلة الانفجارات أصدرت إدارة قوى الأمن الداخلي في الحسكة التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، قراراً يمنع تجوّل الدراجات النارية في مدينة الحسكة، لأسبوع كامل. واستثنيت من ذلك الدراجات النارية التي تحمل لوحات “الإدارة الذاتية” الكردية التجول في ساعات الصباح الأولى. وشمل التعميم المدنيين والعسكريين على حد سواء. كما ألغي “سوق الجمعة” الأسبوعي، الذي ترتاده اعداد كبيرة من المتسوقين، تحسباً لعمليات تفجير جديدة.
المدن ١٢ تموز/ يوليو ٢٠١٩