مراسل ريف حلب : جسر
تعود سرقة ونهب الآثار السورية التي الواجهة، هذه المرة في قرى نائية ومناطق أثرية بريف حلب الجنوبي الشرقي، حيث تفرغت بعض الميليشيات لهذا العمل، فيما عمدت أخرى إلى إعطاء المناطق الأثرية على شكل تعهدات لأشخاص يعملون بهذا المجال مقابل نسبة من الأرباح.
مصدر محلي(فضل عدم الكشف عن اسمه) كشف لمراسل جسر بأن عمليات التنقيب والبحث عن الآثار في القرى النائية من ريفي حلب الجنوبي والشرقي، التي تعتبر مناطق أثرية وقديمة، جار على قدم وساق، أصبح مصدر رزق لكثير من قادة المليشيات المقاتلة لجانب النظام في حلب، من خلال “تضمين” المناطق الأثرية أو التنقيب عنها من قبل عناصر المليشيات.
فقد علمت صحيفة “جسر” بقيام المليشيات الموالية لإيران أشهرها “الباقر والنجباء“، ومليشيات تسمى بالرديفة لقوات النظام، بريف حلب الجنوبي والشرقي، بحفر الأنفاق داخل القرى والمناطق الأثرية بحثاُ عن الآثار، أبرزها مدن “دير حافر، مسكنة وتادف” بريف حلب الشرقي وبلدات “خناصر، تركان وعسان” بريف حلب الجنوبي.
وبحسب ما ورد لصحيفة “جسر” فإن مليشيات “أفغانية” متعاونة مع مؤسسات إيرانية، تفرغت للبحث والتنقيب عن الآثار في بلدة “خناصر” التابعة لمدينة “السفيرة” بريف حلب الجنوبي الشرقي، مستفيدة من قلة التواجد السكاني في البلدة وغياب المؤسسات الحكومية.
كما تقوم ميليشيا لواء “الامام الباقر والنجباء” بتسهيل أمور التنقيب والبحث لبعض الرجال المتعاونين معها وتجار الآثار في بلدات ريف حلب الجنوبي أبرزها “تركان، عسان والحاضر“، وهي مناطق تضم معالم أثرية قديمة وغير مكتشفة إلى اليوم، مقابل الحصول على نسبة من عائدات بيع الآثار التي تتم عبر وسطاء من قيادات الحرس الثوري الإيراني والمؤسسات الدينية التي تنشط في المنطقة.
وبحسب المعلومات التي وردت إلى صحيفة “جسر“، أن الآثار التي يتم استخراجها من محافظة حلب، تهرب وتباع عبر وكلاء يقومون بنقلها إلى إيران عن طريق العراق، أو من خلال البحر إلى جزيرة “قبرص“، ويشرف على العملية قادة مليشيات إيرانيين وعراقيين، أو عبر ضباط روس مقابل نسبة من الأرباح التي يجنيها التجار.
وتعتبر بلدات مثل “عسان وخناصر” بريف حلب الجنوبي من المناطق الأثرية والقديمة التي تضم عشرات المواقع الغير محمية إلى اليوم، والتي يعود وجودها لأكثر من “خمسة آلاف سنة“، وتضم آثاراً وعمراناً غير مكتشف، وأبرز تلك المعالم بلدة “خناصر” (كوناسارة) والتي يقدر عمرها بأكثر من “عشرة آلاف سنة، وبلدة ومسجد “عسان” (المسجد العمري)، يقدر عمر البلدة بأكثر من “خمسة آلاف سنة“، والمسجد العمري في بلدة “تركان“، وبلدة الحاضر القديمة.