جسر: متابعات
حرص الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمره رفقة بنيامين نتنياهو، ليلة الثلاثاء – الأربعاء، على نشر خريطة فلسطين المستقبلية، التي يقترح حدودها على الأطراف، ضمن خطته للسلام في ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبالنظر إلى تاريخ الاتفاقيات ذات الصلة بملف النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، تعد هذه المرة الأولى التي ينشر فيها خريطة حدود الدولة الفلسطينية، إلى العموم.
ولم يسبق أن عرضت خرائط حول الحدود، إلى الرأي العام، طيلة مفاوضات السلام حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، سواء في “أوسلو” أو “كامب ديفيد”.
تقرير تحليلي لصحيفة “جيروزاليم بوست”، الإسرائيلية، قارن بين خريطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأخرى سابقة لم يعلن عنها للعموم، لكن الرئيس الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، كان قد كشف عنها خلال مفاوضاته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في العام 2008. لكن هذه الخريطة لم يسلمها “أولمرت” إلى الطرف الفلسطيني، وطلب عدم الكشف عنها، لكن رئيس السلطة الفلسطينية، اضطر إلى رسمها على سبيل التذكر، على ورقة منديل، فيما أصطلح عليه فيما بعد إعلاميا بـ”خريطة المناديل”.
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك، أنه مستعد للانسحاب إلى حدود مشابهة جدًا لخطوط عام 1967، مع تبادل الأراضي داخل إسرائيل مع الفلسطينيين، في مقابل ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبيرة.
بموجب خطة أولمرت، تتنازل إسرائيل عن أكثر من 94% من الضفة الغربية مقابل 6% المتبقية، مع انسحاب إسرائيل من الأحياء العربية في القدس الشرقية وتضع منطقة “الهيكل” والمدينة القديمة تحت الرعاية الدولية. هذه الخريطة تم الكشف عنها في العام 2013، وهي أقرب ما تراه إسرائيل اقتراحا رسميا منها للطرف الفلسطيني.
ليلة الثلاثاء
ليلة الثلاثاء، يعيد التاريخ نفسه، لكن هذه المرة، من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عرض خريطة جديدة يقول إنها ستضمن اتفاق سلام بين الطرفين. وتشير خريطة دونالد ترامب، إلى “تنازل إسرائيل عن نحو 70% من يهودا والسامرة . وإذا كانت خريطة “أولمرت”، قد أظهرت استعدادها للتنازل عن 93.7% من الأراضي، وتعويض الفلسطينيين بنسبة 5.8% داخل الخط الأخضر، ولم يتم تقديمها رسمياً، فإن خريطة ترامب الآن، مع عرض الخريطة ، “تعبر خطا كبيرا وكسرا للحاجز”.
تأشير من الطرف الفلسطيني
وتورد الصحيفة الإسرائيلية، ان الكثير من المراقبين، قد يجادلون في فكرة كون “الخطة أميركية وغير ملزمة لأحد”، لكن “بالنظر إلى التعاون الوثيق بين السلطة الفلسطينية وواشنطن، وبالنظر إلى التنازلات التي قدمتها إسرائيل في وضع الخطة، فمن غير الممكن، أن يكون ترامب قد قدم هذه الخريطة دون موافقة ووعود من السلطة الفلسطينية”.
كما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين، بحسب الصحيفة، انه “لأول مرة منذ 52 عامًا منذ حرب الستة أيام، هناك خريطة تشير إلى “ما تعتقد إسرائيل أنه يمكنها العيش معه في سياق الدولة الفلسطينية”. وخلصت الصحيفة إلى ان الخريطة المعلن عنها من قبل الرئيس الأميركي، “لا تعني انها نتيجة صفقة”، وفي المقابل “ليس هناك ما يضمن وجود الدولة الفلسطينية”. مشيرة إلى ان الخريطة إذا كانت ستدل على شيء فإنها ستدل على ما تقتنع به إسرائيل أنها حدودا لها.
المصدر: الحرة