جسر: متابعات:
نشرت صحيفة ذا ناشيونال الأميركية، مقالاً تناول تقريراً جديداً صدر عن “مشروع مكافحة التطرف”، قال إن التنظيم استعاد قدرات اللوجستية في سوريا.
وقال التقرير، إن محافظة حمص شهدت أكبر عدد من الهجمات الموثقة بواقع 12 هجوماً، فيما تم الإبلاغ عن 10 اعتداءات في دير الزور، تليها الرقة بـ9.
وحذر الخبراء الذين يراقبون الوضع من أن الزيادة في الهجمات تظهر أن المجموعة أعادت تطوير “قدرة لوجيستية وإستراتيجية قوية”.
وقال التقرير: “في آب/ أغسطس نفذ مسلحو تنظيم الدولة ما لا يقل عن 35 هجوماً؛ ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 76 من مقاتلي النظام الموالين للأسد في محافظات حمص ودير الزور والرقة وحماة وحلب”، كما قال المحلل البحثي “غريغوري ووترز” من مشروع مكافحة التطرف.
وتشكل هذه الهجمات تصعيداً كبيراً في هجمات داعش، فقد تجاوز العدد الإجمالي للهجمات والهجمات عالية الجودة والوفيات المبلغ عنها من قِبَل الموالين للنظام عدد الهجمات في أي شهر منذ أن فقد تنظيم الدولة السيطرة على هذه المنطقة في عام 2017.
“كانت الزيادة بأكثر من الضعف في الهجمات مقارنة بالأشهر السابقة، وطغت في الرقة على دير الزور بأكثر من ثلاثة أضعاف”.
وينشر مشروع مكافحة التطرف سجلات شهرية على الإنترنت في “إعادة تنظيم الدولة: التمرد في وسط سوريا” حول عدد الهجمات التي نفذتها الجماعة الإرهابية في وسط سوريا.
قال الباحث “ووترز”: إن التنظيم نفذ هجومين على الأقل يومياً في آب/ أغسطس لمدة ثمانية أيام متتالية، و”كان معدل الهجمات الموثقة في ذلك الشهر لا مثيل له منذ 2018″، وأضاف: “إن قدرة تنظيم الدولة على تنفيذ مثل هذه الهجمات المتكررة في نفس اليوم تعني أن التنظيم قد طور قدرة لوجيستية وإستراتيجية قوية”.
في تموز/ يوليو كان المسلحون مسؤولين عن 23 هجوماً أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 مقاتلاً موالياً للنظام في حمص ودير الزور والرقة وحماة وحلب.
قال “ووترز”: “كان شهر تموز/ يوليو هو الشهر الثالث على التوالي الذي نفذ فيه تنظيم الدولة على الأقل هجوماً عالي الجودة في جميع المحافظات الأربع التي ينشط فيها”.
“الأهم من ذلك ، كان شهر تموز هو الشهر الأول لاستمرار نشاط تنظيم الدولة في محافظة حلب الخاضعة لسيطرة النظام منذ طرده في عام 2017”.
وأضاف “ووترز”: أن الأرقام لشهر حزيران/ يونيو شهدت تنفيذ 14 هجوماً أسفرت عن مقتل 26 مقاتلاً، ومثلت “توسعاً جغرافياً مستمراً لهجمات تنظيم الدولة”.
قال “ووترز”: إن استهداف آب/ أغسطس في دير الزور والذي كان يركز بشكل أساسي على الحزام الحضري الغربي الممتد من مدينة دير الزور على طول نهر الفرات إلى معدان يمثل توسعاً جديداً في نشاط التنظيم.
وقد بلغت الهجمات -التي يعتقد أنها من خلايا في جبل بشري إلى الغرب والرقة إلى الشمال- ذروتها في كمين في 27 آب/ أغسطس وأسفر عن مقتل 30 من مقاتلي الدفاع الوطني الموالين للنظام إلى جانب قائد قطاع الدفاع الوطني غربي دير الزور.
وبحسب “ووترز” “ينحدر معظم الرجال الذين قتلوا بمن فيهم القائد من قبيلة البوسرايا المحلية”، و”أثارت المجزرة حشداً هائلاً لأعضاء لواء القدس الموالي للنظام وقوات القاطرجي وقوات الدفاع الوطني في المنطقة لإجراء عملياتهم الخاصة ضد تنظيم الدولة”.
وأضاف: أن “الرد القبلي الناجم عن المجزرة قد يدفع خلايا تنظيم الدولة مرة أخرى إلى جبل بشري، حيث سيتحصنون وينتظرون انتهاء العملية”.
كما حذر “ووترز” من أن هجوم تنظيم الدولة على محطة الضخ T4 في حمص يظهر أن مقاتليه لا يزالون يتمتعون “بحرية كبيرة في الحركة بالقرب من النقاط الإستراتيجية الرئيسية للنظام”.
ويعتقد أن الرقة وغرب دير الزور وغرب الميادين ستستمر هذا الشهر في كونها الأهداف الرئيسية للهجمات.
في حين أنه من غير المحتمل أن يشهد شهر أيلول/ سبتمبر النمو نفسه أو الشدة للهجمات كما كان الحال في آب، فمن المرجح أن تستمر اتجاهات هذا الشهر -أي أن الرقة وغرب دير الزور وغرب الميادين- ستظل بؤراً ساخنة في المستقبل القريب”.
في حمص سيواصل تنظيم الدولة إستراتيجيته لممارسة الضغط حول مدينة السخنة ولا شك في البحث عن فرصة لمداهمة مستودعات المدينة، بينما يرسل مجموعات لمهاجمة مواقع النظام في الغرب، على غرار هجوم T4.
شهد شرق حماة وجنوب شرقي حلب انخفاضاً في هجمات تنظيم الدولة في آب/ أغسطس ويرجع ذلك جزئياً إلى تشكيل ميليشيات دفاع محلية.
سوف يرغب تنظيم الدولة في تجديد نشاطه في هذه المناطق، وقد ينتهز الفرصة للقيام بذلك عندما تركز القوات الموالية للنظام بشدة على غرب دير الزور.