جسر: ريف ديرالزور الشرقي:
أفاد مراسل “جسر” في ريف دير الزور الشرقي، أنه “في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم اﻻثنين، تم اغتيال الكاهن حنا إبراهيم المعروف باسم اﻷب “هوسيب بيدويان” راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك في القامشلي، ووالده إبراهيم حنا، وأصيب سائق السيارة التي كانوا يستقلونها، وذلك على أطراف بلدة الزر في ريف دير الزور الشرقي، حيث اعترضت طريقهم مجموعة مكونة من أربعة اشخاص، خروجوا من نفق مكشوف للصرف الصحي، وأطلقوا النار عليهم، ولاذوا بالفرار نحو ضفة نهر الفرات، حيث كانت دراجاتهم النارية مركونة هناك بانتظارهم”.
ويعتقد سكان المنطقة أن الحادثة لم تكن وليدة المصادفة، بل مدبرة على نحو ما، ففي منتصف ليل أمس اﻷحد، تم إغلاق معبرين، يربطان شرق الفرات بغربه، في مدينة الشحيل، وهما النوفل والخزيم الواقعين على الضفة الشرقية للنهر، حيث داهمت “قسد”، مدعومة بالتحالف الدولي، المنطقة من أجل إزالة العبّارات التي تنقل النفط والقمح والشعير، واشتبكت مع العاملين عليها، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من قسد تم نقلهم إلى مشفى حقل العمر، وعلى إثر ذلك أُغلق المعبران، علما أن تلك المعابر مفتوحة على الدوام وآخر إغلاق لها دام ٤٨ ساعة فقط، في شهر تموز الفائت.
مجئ الكاهن إلى دير الزور كان بقصد زيارة الكنيسة الأرمنية الواقعة في مناطق سيطرة النظام على الضفة الغربية للنهر، بعد أن زار كنسية في مركدة بريف محافظة الحسكة الجنوبي، وكان عليه المرور بمناطق سيطرة قسد، ثم التوجه إلى مناطق سيطرة النظام غرب الفرات، فتوجه السائق باتجاه مدينة دير الزور قاصداً معبر الشحيل النهري والذي يربط شرق النهر بغربه، ليفاجأ بالمعبر مغلقاً في وجهه، بعد حوادث الدهم واﻻشتباك أمس، فقرر العودة من حيث أتى، حيث تم اعتراضهم؛ فقتل اﻷب بيدويان ووالده.
وأكد شهود عيان لمراسل جسر، أن السيارة التي كانوا يستلقونها، لم ترافقها أي حراسة، بل وكُتب عليها أنها تابعة للكنسية الأرمنية، وأبدى المراسل استغرابه، فمختار أي قرية في تلك المناطق المضطربة أمنيا، إن أراد التنقل من قرية إلى أخرى، لا يخرج من منزله إلا وسيارات مرافقيه حوله، نظراً للمخاطر الأمنية.
وفي وقت لاحق تناقل ناشطون صورة لخبر بثته وكالة أعماق، يُعلن تبني التنظيم للعملية، دون التمكن من التحقق من المصدر.
السكان المحليون الذين تحدثت إليهم جسر، قالوا إن عملية قتل الكاهنين مدبرة من قبل قسد، لإحداث ضجيج عالمي مجددا، طمعا في لفت النظر إلى خطر تنظيم داعش، وأهمية الحفاظ على قواتهم كطرف معتمد في الحرب عليه، وإن طريقة دفع الكاهن ومن معه في تلك المنطقة الخطرة جدا، وتركهم دون أي حماية أو مرافقة، ووجود خلية لداعش في ذات المكان، لا يمكن أن يكون أمرا تم بمحض المصادفة.
https://www.youtube.com/watch?v=oNeD18eQ5V8&feature=youtu.be