جسر: متابعات:
تجمع بين قادة روسيا وتركيا وإيران علاقات ودية معلنة، وذلك على الرغم من الخلافات في عدة ملفات أهمها الملف السوري، هذا الخلاف الذي ينعكس كتطورات ميدانية عسكرية، تعرض حياة المدنيين للخطر أغلب الوقت. جاء ذلك في مقدمة مقال للكاتب والمحلل السياسي “رامي الشاعر”.
ويرى الشاعر، أنّ اتفاق أستانا يمر بمنعطف خطير على الصعيد السوري، فمن جهة يصرح مسؤولون أتراك بعدم ضرورة مشاركة إيران في مسار أستانا، نظرا لـ “غياب أي دور في شمال غرب سوريا أو دور إيجابي أو سلبي على نظام وقف إطلاق النار في أرجاء سوريا.”
ويذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك حيث يعتبرون أن إيران تحرض النظام في دمشق على استعادة الشمال السوري. الذي باتت تركيا القوة العسكرية الأقوى المتواجدة فيه.
كما تبدي تركيا عدم ارتياحها للمبادرة الروسية الخاصة باللاجئين دون التشاور مع تركيا بشأنها.
ويضيف الشاعر: “ولا يخفى التململ الإيراني من تجاهل دورها، كعضو أساسي في مسار أستانا، يضاف إليه الصمت الروسي على الغارات الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية إيرانية في سوريا”.
ويؤكد أن:” ولم تكن الأزمة الليبية في منأى عن الخلافات التركية الروسية، حيث يدعم كل طرف جهة ليبية على عداء مع الأخرى”.
ومن جهة أخرى يرى الكاتب، أنّ تباينات الموقف التركي الإيراني من القضية السورية، لم تنعكس على الموقف المتقارب من الأزمة الأرمينية الأذربيجانية،
ويقول: “لكن، وعلى الرغم من التباعد بين روسيا وتركيا وإيران في المواقف السياسية بشأن أزمة قرة باغ، إلا أنني واثق أن المهارة الدبلوماسية العريقة سوف تحول دون أن تؤثر هذه الخلافات على العلاقات الثنائية وتطويرها، وأتمنى أن يتحلى المسؤولون الأرمن والأذربيجانيون بالقدر اللازم من المسؤولية لوقف العمليات القتالية على الأرض، واللجوء فورا إلى الآليات الدبلوماسية، التي تمثل، وبكل تأكيد، الطريق الوحيد لحل النزاع في قرة باغ، وأخذ العبرة من الدول المجاورة، أطراف مجموعة أستانا، في التفاهم والتنسيق، وتجاوز الخلافات، وتعزيز العلاقات لخدمة أمن واستقرار وازدهار الشعوب في المنطقة.”
ويؤكد الكاتب على أن العلاقات الودية بين الزعماء الثلاث، تشكل حزام أمان لمنع تفاقم وانهيار الأوضاع، واتخاذ القرارات المسؤولة في مسار أستانا.
وبحسب الكاتب، فإنه لمن المؤسف، أن توقع المعارضة السورية على عريضة شعبية احتجاجا على انتخاب روسيا لعضوية محلس حقوق الإنسان، وإنه لمن المؤسف ألا يتحلى بعض قيادي المعارضة السورية بروح المسؤولية تجاه شعبهم، وألا يدركوا الدور الذي لعبته روسيا لتفادي سيطرة داعش على سوريا. ويشير الكاتب إلى مشاركة روسيا بدور فعال في مواجهة فيروس كورونا الخطير .
ويعتبر رامي الشاعر أن تصريحات المعارضة السلبية تجاه الدور الروسي تدل على “أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يضرب بقرار مجلس الأمن رقم 2254 عرض الحائط”، ولا زال يعيش في أوهام “القضاء على النظام في دمشق”، وهو ما يخالف القرار، ويعطي المبرر للقيادة السورية في دمشق “لعدم قبول التفاوض مع ممثلي الائتلاف، أو حتى مشاركتهم في اللجنة الدستورية.”