جسر: متابعات
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن المذبحة السورية وصلت إلى ذروتها. وجاء في افتتاحيتها أن الحكومات الغربية قد أجهدتها “الحرب الأهلية” المستمرة في سوريا. وقد حرف نظر الكثير منها بسبب النزاعات السياسية المحلية.
وكانت النتيجة هو الرد الصامت في وقت تدخل فيه “الحرب الأهلية السورية” ذروتها في المحافظة الشمالية إدلب. وبحسب الأمم المتحدة فر حوالي 900.000 سوري من الهجوم الجديد للقوات التابعة لنظام بشار الأسد المدعومة من الطيران الر وسي منذ كانون الأول.
ومن بين الهاربين 500.000 طفل، ومعظم هؤلاء المدنيين احتشدوا في منطقة ضيقة قرب الحدود التركية والتي أغلقت أمامهم بدون ملجأ وفي ظل الأجواء الباردة.
وقال المسؤول في الأمم المتحدة مارك لوكوك “تقوم الناس بإحراق البلاستيك لتوفير الدفء لأطفالهن” وأضاف “الأطفال الرضع والصغار يموتون بسبب البرد”.
وقالت الصحيفة إن هجمات طيران النظام السوري و روسيا أدت إلى هذه الموجة من النزوح في إدلب، التي تعتبر آخر المعاقل التي لا تزال بيد قوات المعارضة للنظام.
وأضافت أن من القوات المسيطرة فيها بعض الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتعتبرها الحكومات الغربية جماعات إرهابية.
ولكن الهجوم الأخير لم يفرق بين الجماعة المتطرفة والمدنيين حيث يعيش في المحافظة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، مئات الألاف منهم جاؤوا إليها من مناطق أخرى من سوريا.
وتعتبر تركيا هي المدافع الوحيد عن هؤلاء الناس، وقامت بنشر آلاف من القوات والدبابات والمدفعية إلى المنطقة في الأسابيع الماضية.
وهدد الرئيس رجب طيب أردوغان بشن عملية ضد قوات الأسد إذا ما لم تسحب قواتها إلى المناطق بحلول نهاية الأسبوع، واندلعت مواجهات بين القوات التركية والنظام السوري قتل فيها عدد من الجنود.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قام الطيران الروسي والسوري بقصف مواقع تركية في ريف إدلب الجنوبي هذا الأسبوع، في وقت كانت تدعم فيه المدفعية التركية قوات المعارضة التابعة لأنقرة.
واستؤنفت العلاقات بين الروس والأتراك يوم الأربعاء ويأمل أردوغان بإنشاء منطقة آمنة تمتد على 20 ميلا وتضم عاصمة المحافظة، إدلب وهو ما سيسمح بوصول المواد الإنسانية للاجئين ويمنعهم من التسلل نحو تركيا والتي تستقبل 3.6 مليون لاجئ سوري.
وربما كانت الحكومة الروسية ميالة لمنطقة آمنة، وعلى المحك بالنسبة لفلاديمير بوتين هي العلاقات الدافئة التي طورها مع أردوغان وعلى حساب تحالف تركيا مع حلف الناتو والولايات المتحدة، إلا أن نظام الأسد مصر على استعادة إدلب مهما كان الثمن الإنساني.
و”الحرب الأهلية السورية” المستمرة أدت إلى سيطرة روسيا على حكومة دمشق، لكل هذا السبب هناك حاجة ماسة لأن تقوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية ممارسة ضغوط قوية على بوتين ووقف الهجوم وتأكيد وقف إطلاق النار والسماح بدخول الإغاثة الإنسانية في إدلب، ويجب أن يكون واضحاً لموسكو أنها ستدفع الثمن الباهظ من خلال عقوبات جديدة وتراجعا في علاقات أوروبا الجيدة معها لو لم يتوقف القتل.