جسر – متابعات
تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” عن الانتخابات التي أجراها نظام الأسد، والتي دشنت سبع سنوات جديدة تضاف إلى 5 عقود من حكم عائلة الأسد لسوريا.
ونشرت الصحيفة تقريراً للصحفيين ليز سلاي ونادر ضرغام وسوزان هيداموس، قالوا فيه؛ إن انتخابات النظام السوري، تمثل صفعة لعقد من دبلوماسية أمريكا وحلفائها بهدف إحداث تحول ديمقراطي في سوريا.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنه بحلول الوقت الذي تنتهي فيه ولاية الأسد الجديدة في عام 2028، سيكون في السلطة لمدة 28 عاما، متجاوزا السنوات الـ27 التي شغلها والده حافظ رئيسا.
وندد بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء الماضي عن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بالانتخابات، ووصفها بأنها “غير شرعية”.
وقال البيان: “انتخابات 26 أيار/ مايو الرئاسية في سوريا غير حرة ولا نزيهة.. هذه الانتخابات المزورة لا تمثل أي تقدم نحو تسوية سياسية” للحرب التي استمرت 10 سنوات.
وقال روبرت فورد، الذي شغل منصب السفير الأمريكي في سوريا خلال السنوات الأولى من الثورة ضد الأسد إن ما يمثله أيضاً هو فشل الدبلوماسية المدعومة من أمريكا، التي تهدف إلى تحقيق الانتقال من حكم عائلة الأسد من خلال حكومة ترعاها الأمم المتحدة، من خلال عملية السلام في جنيف التي استمرت سبع سنوات دون نتيجة.
وأظهرت إدارة بايدن ميلاً ضئيلاً للانخراط بعمق في سوريا، بخلاف التعبير عن الدعم لجهود إيصال المساعدات الإنسانية. فلم يتم تعيين مبعوث خاص حتى الآن، ولم تسفر المراجعة المشتركة بين الوكالات للسياسة تجاه سوريا عن نتائج.
لكن فورد قال؛ إنه من غير الواضح ما يمكن أن تفعله أمريكا للتأثير على مسار الأحداث في بلد أصبحت فيه روسيا وإيران وتركيا جهات القوة الرئيسة.
وقال فورد: “تظهر هذه الانتخابات أن الأمريكيين ليس لديهم نفوذ، فلو كان لديهم نفوذ، فلن يكون الأسد قادرا على القيام بهذا النوع من الحملات، بدعم كامل من أجهزته العسكرية والاستخباراتية، فليس بإمكان القوى العظمى مثل أمريكا إزالة هذا الرجل”.
ويقول دبلوماسيون غربيون؛ إنهم لا يرون أن هناك احتمالية كبيرة في أن تؤدي الانتخابات التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها معيبة في العواصم الغربية، إلى اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع الأسد.
وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية، ولا سيما الإمارات، قد أعادت العلاقات، إلا أن قوى إقليمية مهمة مثل مصر والسعودية أحجمت، ومنعها العقوبات وعدم إحراز تقدم نحو تسوية سياسية من شأنها أن تحل الأزمة الأكبر، مما تعانيه سوريا من انقسام وفقر بحسب ما يقوله الدبلوماسيون.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه موقع “عربي 21” إن السوريين ذهبوا الأربعاء الماضي لصندوق الاقتراع في انتخابات رئاسية لا شك في نتيجتها. ووصلت سيطرة الرئيس بشار الأسد على العملية الانتخابية بشكل حدد فوزا مريحا فيها، وهي ولاية رابعة مدتها سبع سنوات، ستؤكد بقاءه في مواجهة الثورة المستمرة منذ 10 سنوات ضد حكمه.
وفي لفتة رمزية قوية، أدلى الأسد بصوته في ضاحية دوما بدمشق المدمرة، التي كانت موقع هجوم كيماوي 2018 نسبته الأمم المتحدة إلى النظام السوري، وأسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل. وهتفت حشود من المؤيدين: “بالروح بالدم نفديك يا بشار” لدى وصوله إلى مركز الاقتراع برفقة زوجته أسماء.
وكان الثوار يسيطرون على هذه المنطقة خلال الانتخابات الأخيرة، في عام 2014، وقد أكد اختيار المكان، الشعور بالانتصار المصاحب لحملة الأسد.
وهذه الانتخابات هي الثانية التي تُجرى في ظل الحرب، بموجب دستور جديد تم تقديمه في عام 2012، سمح للمرشحين المتنافسين بالتنافس لأول مرة منذ الستينيات.