جسر – متابعات
أكد مسؤولون ومراقبون لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن القوات الروسية في أوكرانيا تستخدم نفس التكتيكات الوحشية التي استخدمتها لقلب مجرى الحرب في سوريا لصالح رئيس النظام بشار الأسد.
وأشار المسؤولون إلى أنه بالرغم من اختلاف الوضع في الحربين، ففي سوريا تدخلت موسكو جويا فقط، بينما في أوكرانيا شنت حربا بريا تكبدت فيها خسائر فادحة، إلا أنها تستخدم نفس الاستراتيجيات الوحشية لإحداث تأثير مميت في المدن، وفق ما نقلت قناة “الحرة”.
وذكرت جماعات حقوقية أن مشاهد الدمار والحصار وقطع الإمدادات عن المدنيين في ماريوبول مألوفة بالنسبة للسوريين.
وبحسب الصحيفة، قال دانيال بالسون، مدير المناصرة في أوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة العفو الدولية: “لقد أذهلنا حقًا مقدار أوجه التشابه”.
وأضاف فاروق حبيب، نائب رئيس العلاقات الخارجية للدفاع المدني السوري، مجموعة البحث والإنقاذ التطوعية المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”، أن السوريين “لديهم أفضل تجربة في التعامل مع الاستهداف الروسي للأحياء المدنية”.
وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أن ماريوبول “تتحول إلى حلب ثانية”. في عام 2016، خلال حصار مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، هاجمت القوات الروسية المصانع ومحطات المياه وقطعت خطوط الإمداد، تاركة 250 ألف ساكن يعانون من نقص حاد في الغذاء والأدوية والوقود، مما تسبب في كارثة إنسانية.
وفي ماريوبول، حاصرت القوات الروسية المدينة وقصفتها، وقطعت الاتصالات والمياه والغاز والكهرباء، ومنعت قوافل الإغاثة من الدخول. وظهرت تقارير عن قيام السكان بإذابة الثلج من أجل مياه الشرب ونفاد الأدوية الحيوية.
كما تواجه عدد من المدن الأوكرانية الأخرى، مثل تشيرنيهيف، نفس الظروف القاسية.
واتهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، روسيا هذا الشهر بـ “تجويع” المدن الأوكرانية.
وهاجمت روسيا المنشآت الطبية في كل من حلب وماريوبول، فضلاً عن المدارس والمباني التي لجأ إليها المدنيون مثل المسارح في “انتهاك كامل” للمبدأ الدولي القائل بأن “الأطراف المتحاربة يجب أن تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
وقالت الصحيفة إن سوريا أيضاً كانت ساحة اختبار للأسلحة التي تستخدمها روسيا الآن في أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، في أغسطس، قوله إن موسكو اختبرت أكثر من 300 سلاح في سوريا.
وقال بالسون: “كما هو الحال في سوريا، فإن الكثير من الإصابات بين المدنيين التي نوثقها [في أوكرانيا] سببها القنابل الغبية، وليس الأسلحة الموجهة”. وأضاف “من المستحيل استخدام مثل هذه الأسلحة في هذه المناطق المكتظة بالسكان مع ضمان عدم فقدان أي مدنيين لأرواحهم”.
وقال حبيب إن روسيا تستخدم عمليات نزوح اللاجئين لتصدير المشكلة للدول المجاور.
وحذرت هانا نوت، كبيرة الباحثين المشاركين في مركز فيينا لنزع السلاح وعدم الانتشار، أن روسيا ستسعى لتصوير المدنيين الذين بقوا في أوكرانيا على أنهم مقاتلون أعداء، وبالتالي تعتبرهم أهداف مشروعة كما فعلت في سوريا.
وقال مسؤولون روس وأوكرانيون إنهم اتفقوا على وقف مؤقت لإطلاق النار، الخميس، للسماح بدخول المساعدات وخروج المدنيين من ماريوبول.
وأكد حبيب أن تركيز الاهتمام العالمي على إنشاء ممرات إنسانية، وبعيدا عن جهود إنهاء الأعمال العدائية أو إقامة مناطق آمنة، يخدم موسكو من الناحية الاستراتيجية. وقال : “إنهم [السلطات الروسية] يريدون إفراغ تلك المدن من سكانها”.
أما التكتيك الثاني الذي اعتمدت عليه موسكو في الحربين هو التضليل الإعلامي، فقد صورت روسيا المعارضة ومجموعة الخوذ البيضاء في سوريا على أنهم “إرهابيين”، بينما وصفت المسؤولين والجنود الأوكرانيين ب”النازيين”.
وأعرب خبراء القانون الدولي والصراع عن مخاوفهم من أن غياب مساءلة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عن الانتهاكات في سوريا شجعته على تكرارها في أوكرانيا.
وقال حبيب: “نحن كسوريين نشعر بالحزن الشديد لرؤية نفس الفظائع التي نعاني منها في أوكرانيا”.