حافظت الولايات المتحدة على حجم المساعدات المخصصة لدعم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في عام 2020، في خطوة تثير حفيظة تركيا، وتكشف عن مواصلة دعم «قسد» ذات الغالبية الكردية على رغم انتهاء العمليات العسكرية الكبرى ضد «داعش» في شرق الفرات التي باتت خاضعة في شكل شبه كامل لسيطرة «قسد».
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في بيان أنها خصصت 300 مليون دولار لقوات «قسد» في العام المقبل، إضافة إلى 250 مليون دولار لضمان أمن البلدان المجاورة لسورية والتي تحارب «داعش». وحافظت واشنطن على مستوى الدعم للقوات ذات الغالبية الكردية ذاته على رغم خفض موازنتها في صندوق الحرب لبرنامج التدريب والتجهيز في العراق وسورية في إطار محاربة «داعش»، إلى بليون و45 مليون دولار، بعدما كان بليوناً و400 مليون دولار العام الحالي.
وفي اتصال مع «الحياة» قال عضو مجلس الرئاسة في «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) الغطاء السياسي لقوات «قسد» وممثل المجلس في واشنطن بسام صقر إن «السياسة الاميركية تجاه سورية لم تتغير، والولايات المتحدة لن تخرج من المشهد السوري». وأوضح صقر أنه «بعد هزيمة داعش عسكرياً يجب محاربة خلاياه النائمة وهذا يحتاج بعض الوقت، إضافة إلى أن استئصال الفكر والثقافة الداعشية تحتاج وقتاً طويلاً، وعند تحقيق هذين الهدفين نستطيع القول إننا انتصرنا وهزمنا داعش».
وتثير هذه الخطوة حفيظة أنقرة الساعية إلى تشكيل منطقة آمنة في على الحدود مع سورية بعمق يصل إلى 30 كيلومتراً بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب قواته من سورية في 19 كانون الثاني (يناير) 2018، وقوله انه قرر ترك سورية لتركيا، قبل أن يتراجع لاحقاً تحت الضغوط ويقرر الإبقاء على 400 جندي نصفهم في شرق الفرات المنطقة الخاضعة لسيطرة «قسد» والتي تشكل نحو 30 في المئة من مساحة سورية الغنية بموارد الطاقة والمياه والمنتجة لأهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية مثل القمح والقطن.
ومعلوم أن موسكو اتهمت واشنطن أكثر من مرة بتأسيس شبه دولة في شرق الفرات عبر دعم الأكراد، وطالبت روسيا الجانب الأميركي بالانسحاب من سورية، ودعت الأكراد إلى الحوار مع النظام الذي أكد على لسان اكثر من مسؤول أنه سيعيد شرق الفرات بأي وسيلة.
إلى ذلك، انتقدت وزارة الخارجية الأميركية نصب تمثال لرئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد في محافظة درعا جنوب سورية.
وقال الناطق باسم الوزارة روبرت بالادينو في حسابه على «تويتر» إن النظام السوري صرف مبلغاً من موازنته «الشحيحة» من أجل استفزاز الشعب السوري، عبر نصبه تمثالاً لحافظ الأسد في درعا، ما أدى إلى احتجاجات واسعة في المنطقة، التي شهت بداية اجتجاجات الناس قبل نحو ثمان سنوات».
وحذر بالادينو المجتمع الدولي من تقديم أمواله للنظام السوري من أجل إعادة إعمار سورية، لافتاً إلى أن النظام سيستخدم هذه المبالغ لـ «تعزيز سياسته وسيطرته القمعية، وليس من أجل بناء المنازل والبنية التحتية لمساعدة السوريين».
ومعلوم أن النظام أعاد نصب تمثال حافظ الأسد في ساحة تشرين وسط مدينة درعا يوم الأحد الماضي، بعد أن أسقطه المتظاهرون في 2011.
وأثارت إعادة التمثال ردود فعل غاضبة في درعا وخرجت تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام في درعا البلد ومدينة طفس وبلدة الكرك الشرقي.