أعلنت فرنسا وألمانيا وإسبانيا، اليوم (الإثنين) إطلاق مشروع لصنع مقاتلة أوروبية جديدة، في إطار السعي إلى توحيد صفوف القوات العسكرية في القارة والحد من التباينات القائمة في ما بينها وإيجاد بديل للمقاتلات الأميركية.
ويندرج مشروع بناء المقاتلة الخفية التي لا ترصدها أجهزة الرادار ضمن «نظام القتال الجوي المستقبلي» الذي سيضم ايضا طائرات مسيّرة وصواريخ وناقلات تموين يتم التحّكم بها عن بعد قادرة على نقل الذخائر وتشويش شبكات الاتصالات وتشتيت انتباه دفاعات العدو.
وحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتفال إزاحة الستار عن مجسّم بالحجم الحقيقي للمقاتلة خلال افتتاح معرض لوبورجيه الثالث والخمسين للصناعات الجوية.
وتم إطلاق المشروع رسمياً بعد أن وقّعت وزيرات الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي والألمانية أورسولا فون در ليين والأسبانية مارغاريتا روبليس اتفاق التعاون. وقالت بارلي: «الآن بات هذا المشروع يكتسب بعدا أوروبيا حقيقيا: انضمّت إسبانيا هذا الصباح رسميا إلى البرنامج».
وكانت إسبانيا قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي أنها ستشارك في المشروع الذي يقتصر حتى الآن على الدول الثلاث، علما أن مسؤولين في الرئاسة الفرنسية يؤكدون أن المحادثات جارية لضم دول أخرى.
وتتولى شركة «إيرباص» ومجموعة «داسو» الفرنسية للصناعات الجوية إنتاج المقاتلة التي يفترض أن تدخل الخدمة بحلول العام 2040 لتحل محل مقاتلتَي «رافال» و«يوروفايتر».
كذلك تشارك شركة «سافران» الفرنسية في بناء محرّك جديد للمقاتلة التي يمكن أن تجهّز بتكنولوجيات كهربائية هجينة تحد من ضجيجها وتقلّص أثرها الحراري مما يصعّب رصدها.
ويُتوقّع أن توقّع باريس وبرلين بحلول نهاية العام عقدا بقيمة 150 مليون يورو (169 مليون دولار) لبدء العمل على صنع الطائرة التي يمكن أن تبدأ التحليق عام 2026.
وسيكون على مسؤولي المشروع إقناع العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد في أسطولها العسكري الجوي على المقاتلات الأميركية، والتي قد تميل إلى شراء مقاتلة «إف-35» الأميركية التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، علما أن المقاتلة الأوروبية الجديدة تواجه منافسة داخل القارة من مشروع «تمبست» البريطاني الذي يحظى بدعم إيطاليا وهولندا.