جسر – متابعات
كشفت ستة مصادر لوكالة “رويترز”، عن اتخاذ روسيا ونظام الأسد، مجموعة تدابير وإجراءات سريعة ضد مقاتلي “فاغنر” في سوريا، لمنع توسع نطاق تمرد الميليشيا، الذي حدث مؤخراً في موسكو، وفق ما نقلت قناة “الشرق”.
وأوضحت المصادر أن الإجراءات شملت قطع الاتصالات الأرضية والإنترنت بمناطق انتشار “فاغنر”، واستدعاء 10 من قادتها إلى قاعدة حميميم الروسية غربي سوريا في الساعات الأولى للتمرد.
ولفتت المصادر إلى إصدار أوامر لمقاتلي “فاغنر” بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية تتضمن تخفيض أجورهم، أو مغادرة سوريا على الفور، مشيرة إلى ترحيل “العشرات”، ممن رفضوا الشروط الجديدة، على متن طائرة “إليوشن”.
وقال ضابط كبير في “الحرس الجمهوري” ومصدر سوري مطلع للوكالة، إن المسؤولين الأمنيين والعسكريين في نظام الأسد، أعربوا عن قلقهم من أن يؤثر التمرد على الوجود العسكري الروسي الذي اعتمدوا عليه لفترة طويلة.
وأضاف المصدر أن أن عدد مقاتلي “فاغنر” في سوريا، يتراوح بين 250 و450 مقاتلاً، ما يعادل نحو 10% من القوة العسكرية الروسية التي يعتقد أنها موجودة في سوريا.
وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن جذور تمرد ميليشيا “فاغنر” الروسية ضد النظام الروسي مؤخراً، وقالت إنها بدأت في سوريا عام 2018، بعد أول مواجهة أمريكية – روسية منذ الحرب الباردة.
وأوضحت الصحيفة، أن الاشتباك “الأكثر دموية” بين القوات الأميركية والروسية وقع على ضفاف نهر الفرات في شباط 2018، حين وجدت قوة أمريكية صغيرة نفسها محاصرة من قبل مجموعة من قوات النظام، إلى جانب مفرزة من المقاتلين الروس التابعين لـ”فاغنر”.
ولفتت الصحيفة أن القوة الجوية الأميركية ترأست “مذبحة مذهلة”، وتمكنت طائرات متنوعة من القضاء على قدرة القوة المهاجمة.
واعتبرت أن الحادثة قدمت “مؤشراً مبكراً” على التوترات المقبلة بين زعيم “فاغنر” يفغيني بريغوجين، والقيادة العسكرية الروسية، لأن خسارة العشرات من مقاتلي “فاغنر” بليلة واحدة في سوريا أثارت غضب بريغوجين، الذي نشر الشهر الماضي روايته حول هذه الحادثة عبر “تلغرام”.
وقال بريغوجين، إنه كان من المفترض أن تكون “فاغنر” هي القوة المتقدمة لعملية من شأنها تأمين السيطرة بدعم جوي من الجيش الروسي، لكن هذا الدعم لم يأت أبداً، ما ترك بريغوجين غاضباً من وزير الدفاع سيرغي شويغو.