الوليمة أقيمت بحماية من “قوات سوريا الديموقراطية” وذبحت فيها عشرات الإبل والخرفان، لما يقارب 3 آلاف ضيف، من وجهاء الجبور والبونجاد واللهيب، وسط غياب لافت لوجهاء عشائر ديرالزور كالعقيدات والبقارة، رغم تلقيهم الدعوة للحضور.مصادر “المدن” أكدت رفض تلك العشائر للدعوة، بعدما تعرضت للدمار والتشرد من قبل النظام، معتبرة تلك الدعوة بمثابة مبايعة لبشار الأسد، وإعادة تأهيله وتلميع صورته.
واقتصر الحضور على أبناء الحسكة والقرى المجاورة لها، وذلك وسط تحشيد كبيرة لعناصر حفظ الأمن من قبل “قسد”، وانتشار حواجزها في الطرق، وتفتيش المدعوين. وتعرض مراسل “المدن” لعشر عمليات تفتيش منذ لحظة خروجه من محافظة الحسكة حتى وصوله تل براك.
وانتشرت عناصر أمن من النظام بين المدعوين، بلباس مدني، لرصد الأوضاع، والاستماع إلى الخطابات، وإعداد تقارير أمنية عن الوليمة.
وتم إدخال كل وفد إلى خيمة معينة، وكان الشيخ نواف متواجداً داخل القصر مع عدد من وجهاء المنطقة.
وقامت مجموعة من أبناء قبيلة الجبور برفع علم النظام على إحدى الخيم، الأمر الذي أغضب “قسد”، وقامت بإنزاله، فحدثت مشادة كلامية، ما استدعى عبدالعزيز المسلط بإرسال مبعوث لتهدئة الأمور، وأُنزل العلم على إثرها. وحضر بعد ذلك عدد من عناصر الأمن التابعين للنظام إلى المكان، وصوّروا ودوّنوا ما جرى.
وألقى الشيخ المسلط كلمته عبر مكبر الصوت قائلاً “يسعدني حضوركم للدعوة التي أقمتها بغية توطيد صلات التلاحم بين أبناء الجزيرة بكافة أطيافهم التي تعبر عن فسيفساء الوطن، من عرب واكراد وسريان وإيزيدين، وما يربطنا هو حب الوطن وعزته”.وأضاف “نحن نمر اليوم بمنعطف خطير في سوريا، إذ أنها تعرضت للمؤامرة من كافه الطامعين بها، بهدف تقسيمها، وتشتيت أبنائها، إلا أن المتآمرين فشلوا فشلاً ذريعاً”، داعياً جميع أبناء الحسكة والجزيرة السورية، إلى الوقوف صفاً واحداً “لمواجهة الإرهاب والتصدي للغزو الخارجي”.
ولفت المسلط إلى أن سوريا قادرة على النهوض بعد تسع سنوات من الحرب، من جديد، “بهمة أبنائها والتسامح في ما بينهم”، مؤكداً أن دم الأكراد امتزج بدم العرب، وهم يشكلون جزءاً من النسيج السوري، و”لن يقبلوا بخروجهم عن سوريا بسبب بعض الشخصات الخارجية التي أرادت أن تغرد على وتر الانفصال، لكن الأكراد رفضوها، وهم الآن يعيدون علاقتهم مع السوريين، ويثبتون حبهم للوطن، بتواصلهم مع القيادة وتسليم زمام المبادرة للجيش العربي السوري”.
مصادر “المدن” أكدت أن تكاليف الوليمة دفعها رجل الأعمال الموالي للنظام براء القاطرجي، وإن الدعوة كان مخططاً لها أن تشمل “بيعة” لرئيس النظام السوري، لكن أجواء الرفض العام التي قوبلت بها الدعوة، ادت إلى اختصارها على هذا النحو.