جسر: خاص
يزن الفنوش شاب في أوائل العشرينات، ينتمي لعائلة فقيرة في قرية كريرش بريف القامشلي، جندته الوحدات الكردية في صفوفها قسراً قبل عام وأربعة أشهر، في سياق إحدى حملاتها للتجنيد الاجباري.
لقي يزن حتفه صباح يوم الجمعة ١٨ تشرين الاول/أكتوبر، شمال مدينة القامشلي السورية بالقرب من قرية سيكركا المحاذية للحدود التركية، حيث كان يخدم هناك ضمن صفوف الوحدات الكردية، إلا أن قسد أعلنت عبر صفحاتها مقتله في الـ ١٧ من الشهر الجاري، وهذا ما نفاه مصدر مقرب للقتيل إذ أكد أنه قتل في الـ ١٨ من الشهر الجاري، وكان يزن على تواصل مع ذويه في ليلة الـ١٧.
لم تعمد قسد إلى دفن جثمان يزن في المقبرة الخاصة بـ”شهداء” القامشلي المسماة بـ”دليل صاروخان”، والتي جرت العادة على دفن قتلى قسد فيها، ليتم تسليم الجثمان إلى ذوي القتيل ليقوموا بدفنه بأنفسهم، رغم إعلانهم أن يزن “استشهد” بقذيفة أطلقتها قوات الجيش التركي باتجاه نقطة مراقبته. الأمر الذي استهجنه أهالي قرية يزن، لماذا يدفن في القرية وهو “شهيد”؟.
مصدر مقرب للقتيل لم تقنعه رواية الوحدات الكردية، فقال لـ “جسر” إن “الوحدات الكردية هي من قامت بتصفيته، وذلك بالقاء قنبلة يدوية على مكان حراسته، وذلك بسبب محاولته الانشقاق عنهم، إذ أنه غادر منذ خمسة أيام مقر عمله، ثم عاد إليهم على امل أن يتم تسريحه من الخدمة، بعد انقضاء سنة وأربعة اشهر من خدمته لديهم وبقي له شهر واحد”.
وبين المصدر أن الجثة لا يوجد فيها سوى شظايا صغيرة، وإحدى تلك الشظايا كانت في الرأس فتسببت بمقتله، وعزا سبب الوفاة إلى استخدام قنبلة يدوية وليس، قذيفة هاون، كما ادعت الوحدات الكردية، التي كان من المفروض أن تتسبب له بإصابات كبيرة أو بتر لأحد الأطراف.
وكان ذوو الضحية على تواصل مع يزن ليلة الخميس في الساعة الثانية عشر ليلاً، وقد قتل في الساعة الثامنة من صباح الجمعة.
وأكد أهالي شمال القامشلي أنه منذ منتصف ليلة الخميس، وحتى ظهر يوم الجمعة، لم تحدث أية مناوشات، بين الوحدات الكردية والجيش التركي بشكل قاطع.
ويتداول ناشطون بشكل دائم أخباراً عن انشقاقات في صفوف الوحدات الكردية منذ بدء العملية العسكرية، نبع السلام، التي يقوم بها الجيش الوطني بدعم من الجيش التركي ضد الوحدات الكردية شرق الفرات.