مراسل درعا: جسر
يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي فيما ترزح نساء سوريا تحت ظروف قاهرة، تحملت خلالها مسؤوليات ونهضت بأعباء تنوء عن حملها الجبال.
تسريح وتجربة فريدة
إيمان معلمة مدرسة و هي سيدة ثلاثينية من العمر تروي تجربتها فتقول: انفصلت من التعليم بسبب موقفي من الثورة وقررت المتابعة في مجال عملي، فشاركت في تأسيس مركز دعم نفسي لأطفال الحرب في ريف درعا.
وتتابع “تم استقطاب مئات الأطفال ما بين سن الخامسة حتى الرابعة عشر. كان الهدف منه مساعدة الأطفال ودعمهم لتجاوز الآثار النفسية للحرب الدائرة والتخفيف من وطأتها عليهم . وذلك من خلال أنشطة ترفيهية تساعد على امتصاص الخوف والغضب لديهم، كما تساعدهم على زيادة التركيز والثقة بالنفس“، وقد لمسنا نتائج إيجابية على الأطفال، وركزنا على إعطاء جلسات التعليم الذاتي، والتعليم عن طريق اللعب، وذلك نظراً لما لاحظه الفريق من تأخر دراسي للأطفال لعدة اسباب، بدون شك تلك تجربة انسانية جميلة استفدت منها كثيرا فضلا عن مجالات العمل التي فتحتها أمامي خاصة بعد فقدي لعملي الأساسي .
وام للمعتقل والشهيد
تتحدى المرأة السورية الجوع والنزوح والقهر، هي من تشجع أبنائها على التضحية في سبيل الوطن، هي الأم والجدة التي تزرع الرضى في النفوس في أقسى الظروف وجعلت من أهازيجها شعارات أججت النفوس.
لم تكن أم أحمد السيدة الستينية ان تتوقع يوما بالوصول الى هذا الوضع الحالي الذي تعيشه و تقول: أنا أرملة و أم لثلاثة شباب، لم اتوقع يوما بأني افقد أيا من ابنائي، بعد فقد والدهم في سن مبكرة اعتبرته قربانا لعائلتي .
اعتقل ابني الكبير محمد منذ ست سنوات تقريباً، على احد الحواجز خلال سفره، و هو أب لاربعة اطفال، أعرف أن محمد لم يكن يشارك بالثورة او يخرج بالمظاهرات و لكن أسلمت ان قضاء الله و قدره هو من قاده الى الاعتقال.
تتابع ام احمد : بعد سنة من اعتقال محمد كانت بلدتنا تتعرض للقصف دائما و مع ذلك حركة الناس طبيعية . تفاجأت يومها باستشهاد ابني علي وهو اصغر أبنائي بسبب القصف ببرميل متفجر، علي ايضا لم يشارك بالثورة . ولكن رغم ذلك أعرف أن النظام هو المسؤول عن قتل أبنائي و تركهم سبعة أيتام من أطفالهم لأجد نفسي مسؤولة عن ثلاث عائلات وعن أطفال ايتام أساعد في تربيتهم مع بقية افراد عائلتي.
تربي ست بنات
نادين سيدة أربعينية تروي قصة مختلفة : استشهد زوجي و ترك خمس طفلات صغيرات وكنت حاملاً ، تأملت كثير أن الد طفلاً ليكون أخ لبناتي ولكن مشيئة الله كانت طفلة، بدون شك تربية الاطفال فيها معاناة وجهد خاصة تربية البنات فأنت مرغم على إرضاء من حولك في تربيتهن قبل ان ترضيهن هنا تكمن الصعوبات.
وتتابع نادين “انتظر و كلي أمل ان يكبرن و لكن ما أجده ان معاناتي تكبر مع ازدياد متطلباتهن ،و اعلل نفسي بأن تلك الطفلات سيكبرن و سيحملن عني الكثير، و هن بالنهاية ما تبقى لي في هذه الحياة وهن مصدر سعادتي و أملي“.
في كل بيت سوري قصة امرأة عانت من ظروف الاحتراب اغتصب حقها في حياة طبيعية كما كل نساء الارض، دفعت الاثمان على حساب حريتها وحقها في العمل والتعليم ، ووسط ظروف معيشية تخلو من البعد الإنساني، ولكن تتساءل نادين وام أحد وايمان وكل نساء سوريا الى متى.