جسر/ درعا
تنامت ظاهرة الاغتيالات بدرعا مؤخراً، إذ أصبحت شبه يومية لتطال قادة ونشطاء، فقد ذكر مكتب توثيق الشهداء في درعا أن عددهم بلغ ٣٦ شخصاً حتى الآن قضوا بواسطة عمليات اغتيال، منذ سيطرة النظام السوري على المحافظة مدعوماً بحلفائه روسيا وإيران، ولعل آخرها كان يوم الخميس بتاريخ التاسع من ايار 2019 حيث قتل كلا من مزيد ابازيد واحمد الفالوجي رئيس مركز شرطة درعا الحرة سابقا، بواسطة عبوة ناسفة زرعت بالقرب من مقبرة الشهداء او كما تعرف “البحار “.
ورغم أن النظام السوري قام بإجراء تسوية مع معظم هؤلاء بنية وقف القتال إلا أن الهدف كان واضحاً مصالحة ومن ثم تصفية للمعارضين، ففي حادثة اغتيال القيادي السابق مشهور الكناكري في التاسع من كانون الأول ٢٠١٨، في داعل، والذي كان يقود فصيل اللواء الرابع مشاة، يتضح أن استخبارات النظام كانت ورائها نظرا لانه كان من ما يسمى قادة فصائل المصالحات، وكونه من أبرز القياديين الذين كانوا يتواجدون في القطاع الاوسط من المحافظة.
ومن أبرز من تم اغتيالهم يوسف الحشيش وهو قيادي سابق في جيش المعتز بالله، اغتيل في 12كانون الاول 2018 ، بالمزيريب غربي درعا، بعد تسوية وضعه مع الفرقة الرابعة، و عمر الشريف “ابو وسام الاسود” وهو قائد عسكري سابق في فصيل جيش اليرموك اغتيل في كانون الثاني 2019 في خراب الشحم بريف درعا الغربي، ومنصور الحريري ” ابو حيدر” وهو قيادي سابق في فصيل فرقة فلوجة حوران، الذي اغتيل في كانون الثاني أيضاً 2019، في خراب الشحم ريف درعا الغربي، ومحمد البردان ” ابو النور” قيادي سابق في فصيل جيش المعتز بالله، الذي اغتيل في 21 من نيسان ٢٠١٩، بمدينة طفس في ريف درعا الغربي، وقتل في أواخر الشهر الفائت موفق العلي بوساطة طلق ناري وتم قطع يديه بالقرب من تلة عشترة غربي درعا.
ما يجري الآن في درعا لا يصب إلا في مصلحة النظام ، فعدد المعارضين له في تناقص، وكثرة تلك الاغتيالات تضطرهم إلى الخضوع أكثر فأكثر للحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم، وهذا ما سيسهم في إحكام قبضة النظام وحلفائه على المنطقة.