جسر: متابعات:
نشرت “منظمة أمل الباغوز” المحلية في بلدة الباغوز شرقي ديرالزور، إعلاناً تطلب فيه موظفين، وجاء فيه: “الوظيفة: انتشال الجثث وإزالة الالغام والانقاض، مؤهلات المتقدم: شهادات جامعية، الأفضلية للمهندسين لاستلام إدارة ومراقبة المشروع. شهادات الثانوية للعمل كفنيين في المشروع. وطاقم طبي”.
ولا يبدو الإعلان غريباً عن بلدة الباغوز التي دُمّرت 90% من مبانيها وبناها التحتية ومرافقها العامة، وتم توثيق دمار 700 منزل فيها، في المعركة الأخيرة بين “التحالف الدولي” و”قوات سوريا الديموقراطية” وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تحصن فيها وفي مخيمها، بحسب مراسل “المدن” محمد الخلف.
واقع المدينة الآن بعد مرور خمسة شهور على تحريرها لا ينم عن عودة الحياة إليها، فقد هجرها سكانها الـ37 ألفاً، وعاد منهم حتى الآن 3 آلاف، بحسب ما قاله لـ”المدن” أحد سكانها. وسمحت “قسد” لسكان المدينة بالعودة إلى قسم من المدينة، أما القسم الآخر فما زالت تسيطر عليه وتمنع الأهالي من دخوله، خاصة مخيم الباغوز.
مصادر “المدن” كشفت عن انتشال ما يقارب 350 جثة من المناطق التي سُمح للأهالي بالعودة إليها. وقد انتشلت فرق تطوعية من الأهالي تلك الجثث، ولا يزال تحت الأنقاض نحو 300 جثة أيضاً. ودفنت تلك الجثث بعد انتشالها في صحراء الباغوز. ولفتت المصادر إلى أن غالبية تلك الجثث تعود لعناصر من تنظيم “داعش”.
من قضى في الباغوز خلال المعركة دفن في صحرائها، أما من عادوا فيهددهم خطر الألغام التي خلّفها التنظيم. فقد قُتل 10 أشخاص من العائدين، وأصيب خمسة آخرون، جراء انفجار تلك الألغام.
يقول أبو علي المرسومي، أحد سكان الباغوز، لـ”المدن”: “قضى في الأسبوع الفائت في الباغوز الشاب محمد خلوف الابراهيم بانفجار لغم أرضى مزروع قرب ساقية ماء، وأصيب شخص آخر كان برفقته عندما كانا ذاهبين لتفقد المنزل. كما قتل الشاب فراس مخلف السليمان بانفجار لغم وقضى سبعة من أفراد عائلته خلال شهرين بينهم امرأة وطفلين”.
“منظمة أمل الباغوز” التي تعمل بإمكانيات متواضعة، وبجهود تطوعية من قبل الأهالي، تمكنت من تفكيك 400 لغم وعبوة ناسفة، بواسطة جهاز لكشف المعادن. وتوجد عبوات ناسفة وألغام لا يمكن لذلك الجهاز اكتشافها، لذا بدأت “قوات سوريا الديموقراطية”، من خلال منظمة “فرات” العمل أيضاً في إزالة الألغام وانتشال الجثث ورفع الأنقاض.
المدن ١٥ آب/ اغسطس ٢٠١٩