ويشارك في العملية العسكرية التي انطلقت ضد “داعش”، الجمعة، كل من “قسد” و”مجلس ديرالزور العسكري” و”جيش الثوار”، بدعم جوي وبري من قوات “التحالف الدولي”. وتشن القوات المُهاجمة هجومها من ثلاثة محاور؛ الأول من جهة الباغوز فوقاني شمالاً، والثاني من الجهة الشرقية للباغوز تحتاني بمحاذاة نهر الفرات، والثالث فيأتي انطلاقاً من الشريط الحدودي مع العراق شرقاً.ونجح “داعش” في التصدي للهجوم عبر استخدام السيارات المفخخة لإعاقة القوى المهاجمة، إضافة لعمليات القنص وتفخيخ الطرق المؤدية إلى المخيم. وقد فشلت وحدات الهندسة في “قسد” بالتعامل معها.
الناشط الإعلامي من ديرالزور عبدالرحمن الخضر، قال لـ”المدن”، إن مخيم الباغوز تعرض لأكثر من 24 غارة جوية ليل الأحد/الإثنين، بينها 4 غارات بقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دولياً. وأضاف: “تسبب القصف بمقتل عائلة مقاتل في التنظيم مكونة من أم وثلاثة أطفال، واحتراق أكثر من 20 خيمة وبعض البساتين في محيط المخيم”.
وخسرت “قسد” في المعركة 19 عنصراً بين قتيل وجريح، بينهم قائد ميداني من “وحدات حماية الشعب” الكردية، وقُتِلَ للتنظيم 13 عنصراً، معظمهم أجانب.
وتهدف “قسد” من تحركاتها العسكرية الحالية للسيطرة على تلة الجهفة الإستراتيجية المُطلة على جميع الطرق المؤدية إلى المخيم، والتي يتخذها التنظيم كخط دفاع أول.
ويعود فشل “قسد” بالتقدم، أول أيام المعركة، لعشرات الألغام المزروعة في الطرق البرية المؤدية للمخيم، واغراق الأراضي الزراعية المُحيطة بالمياه، لعرقلة تقدم الآليات العسكرية للقوات المُهاجمة.
وتؤمن شبكة الأنفاق التي حفرها التنظيم، خلال فترة الهدنة، سلاسة لتحرك مقاتليه، ما أفقد غارات “التحالف” فاعليتها في كسر خطوط الدفاع المتقدمة للتنظيم.
مقاومة التنظيم المستميتة، والأفضلية العسكرية التي أمنتها له تلة الجهفة لرصد تحرك القوات المُهاجمة، دفعا “قسد” لوقف الهجوم البري، والاعتماد مرحلياً على القصف الجوي والمدفعي، في محاولة لارهاق التنظيم، قبل معاودة الاقتحام البري.
وتمكن قرابة 500 شخص من الهروب من مخيم الباغوز، بينهم 200 عنصر من مقاتلي التنظيم. وأكد الهاربون أن متشددي التنظيم الرافضين للاستسلام، يمنعون خروج الناس من المخيم، وقد قاموا مؤخراً باعدام 30 عنصراً أبدوا رغبتهم بالمغادرة والاستسلام.
المعارك بين “داعش” و”قسد” شرقي الفرات، دفعت مليشيات “الحشد الشعبي” المتمركزة في مدينة البوكمال، إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الشريط النهري، لمنع محاولات التسلل لعناصر التنظيم.
مصدر محلي أكد لـ”المدن” أن عناصر “الحشد الشعبي” وقوات النظام، أطلقوا النار على سكان مخيم الباغوز، بعد محاولتهم الهروب من المخيم إلى أطراف نهر الفرات بسبب القصف، ما تسبب بمقتل امرأة وجرح 6 آخرين.
ومخيم الباغوز من آخر النقاط التي يسيطر عليها “داعش” شرقي الفرات، ويضم أكثر من 400 عنصر و100 عائلة من رافضي الاستسلام، إضافة لمعتقلين مدنيين وآخرين من “قسد”.
وتترافق معارك الباغوز الأخيرة مع تصاعد هجمات خلايا التنظيم ضد “قسد” في ديرالزور، والتي راح ضحيتها 9 قتلى خلال الساعات الماضية.
وتركزت الهجمات في بلدة الشحيل ومدينة البصيرة وقرية بريهة في الريف الشرقي، استخدمت فيها خلايا التنظيم الدراجات المفخخة والاستهداف المباشر بالأسلحة الرشاشة، وذلك في محاولة للضغط على “قسد” لتخفيف حدة الهجوم على الباغوز. ودفع ذلك “قسد” لإصدار قرار بحصر استخدام الدراجات النارية في ريف ديرالزور الغربي، وبعض الشوارع الرئيسية في البصيرة والصور.