مراسل الحسكة: جسر
لا تكتمل طقوس العيد دون وجودها، حلوى الكليجة، رائحتها ترتبط باقتراب أيام الفرح، فتبرع نساء الجزيرة السورية في زخرفتها وصناعتها وبأشكالها تحمل ملامح تراث المجتمع الجزراوي، فهي لا تحوي التمر في داخلها فقط، بل وذكريات الطفولة ولمة العيد، وسط مشهد فرحة الجميع في تذوق طعهما.
في العيد لا تخلو مائدة ولا ضيافة من الكليجة التي تعد عنصر أساسيا للعيد في منازل أهل الجزيرة وهي عروس الحلويات على موائد الجزراويين خلال أيام العيد فوجودها له تاريخ طويل يتجاوز المئة عام حسب ما حدثنا به الأجداد.
الكليجة حلويات تتفنن بتحضيرها وصناعتها النساء على وجه العموم، ولها نكهتها الخاصة، تتكون من طحين وحليب وسمن وتوابل خاصة، البعض منها يحشى بالتمر وتحضر في المنزل ولها اشكال بعضها يقطع دائري ومربعات ومثلثات وبعضها لها قوالب خاصة بالتقطيع، ولها طريقتين للتحضير هما الطريقة القديمة وتعمل على التنور وما زالت لدى بعض العوائل في المجتمع الريفي والطريقة الحديثة وتعمل على الأفران الكهربائية او الحجرية.
في الأعوام الأخيرة بدأت تنتشر الكليجة في الأسواق عبر محلات اشتهرت بصناعتها وارتبط اسمها باسم المحل وكان الأشهر في دير الزور محل “قربون” الذي ارتبط اسمه بالكليجة وفي القامشلي محلات “رفيعة” وفي مدينة الحسكة كليجة “الريان” وعلى الرغم من ظروف الحرب التي مرت بها المنطقة إلى أن أسواق المدن عادت لتصنيع الكليجة وبيعها للمواطن، حيث يصل سعر الكيلو الواحد لنحو 750 ل.س، إلا أن كليجة المنزل لها طعم ومذاق خاص يختلف عن تلك التي تصنع في المحلات.