جسر – خاص
آثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نيته دعوة رئيس النظام بشار الأسد إلى زيارة تركيا، عدداً من المواقف لتلك الخطوة، ولا سيما من قبل قوى سياسية وعسكرية في سوريا.
المعارضة السورية:
التزمت المعارضة السورية السياسية الصمت الكامل إزاء تصريحات الرئيس التركي، بل إن جميع مؤسساتها (الحكومة المؤقتة، الائتلاف الوطني، هيئة التفاوض السورية) لم يصدروا أي بيان يبين موقفهم من التقارب التركي مع نظام بشار الأسد، واكتفى مسؤولو الكتل الثلاث التعليق على أحداث الشمال السوري بالحديث عن أهمية العلاقات مع تركيا و”التآخي” بين الشعبين السوري والتركي.
فيما علمت صحيفة “جسر” أن فصائل في الجيش الوطني السوري أعربت عن رفضها أي تطبيع بين تركيا ونظام بشار الأسد على حساب الثورة السورية، فيما سارت فصائل أخرى إلى أن التطبيع التركي المرتقب مع بشار الأسد ذو فائدة للشعب السوري، وأبرز المواقفة الرافضة كانت من قائد جيش العزة، الذي نشر على منصة إكس منشوراً جاء فيه: ” لنكن سدَّاً منيعاً أمام الأمَّعات السَّاعين لتنفيذ مشاريع معادية لثورتنا، دعونا نحافظ على ما تبقى من الشرفاء ونتعاون معهم لنصنع قرار الحرب وندوس الأجندات ومن يحملها”، وبذلك تنقسم آراء فصائل الفصائل العسكرية بين رافض ومؤيد وتيار ثالث لم يبدي أي موقف من تصريحات رجب طيب أردوغان.
بينما الشارع في مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريفي حلب وإدلب كان له رأي مغاير عن الساسة إذ خرج ويخرج المئات يومياً في عدد من المدن والبلدات يعبرون عن رفضهم أي تطبيع على حساب الشعب السوري، واعتبر المتظاهرون أن تقارب تركيا مع الأسد لن يلقى أي تأثير في الشارع الثوري في شمال سوريا، إذ عبر المتظاهرون عن نيتهم رفض التقارب واتخاذ خطوات توقف تأثير هذا التطبيع على مناطق سيطرة المعارضة السورية.
التصريحات التركية دفعت مؤسسات تعمل في شمال سوريا إلى التأكيد على ضرورة مواجهة التطبيع التركي إذ أصدرت عدد من المؤسسات بيانات أبدت رفضها التقارب على حساب الشمال السوري، وطالبت تركيا بإبعاد الشمال عن أي تفاوض مع قوات الأسد في المستقبل.
هيئة تحرير الشام:
لم تصدر أي هيئة تحرير الشام التي تسيطر على مناطق في إدلب وريف حلب الغربي، أي بيان صريح بشأن تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، إلا أن الأجواء داخل الهيئة واستناداً إلى مواقفها السابقة عقب تصريحات وزير الخارجية التركي آنذاك، الذي التقى نظيره في نظام الأسد، وتأكيده على أهمية التطبيع مع الأسد، كل تلك دفعت زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني للخروج بكلمة مصورة رفض فيها التطبيع مع الأسد، وأكد على ضرورة القتال ضد نظام بشار الأسد، واعتبر الجولاني آنذاك أن للدول سياساتها لكن لا يمكن أن تمر على حساب الشعب السوري، واليوم ووفق ما علمت صحيفة “جسر” فإن المناخ العام ضمن هيئة تحرير الشام يشير إلى رفض التقارب وأن زعيم الهيئة قد يخرج ببيان مصور يبين موقفهم منه.
الإدارة الذاتية:
أعلنت مؤسسات تتبع للإدارة الذاتية رفضها أي تقارب بين تركيا ونظام بشار الأسد، وأصدرت الإدارة بياناً رسمياً قالت فيه إن التقارب المرتقب بين الأسد وتركيا مؤامرة كبيرة على الشعب السوري، مطالبة القوى السياسية بإحباط هذا التقارب نظراً لخطره على السوريين على حد وصف الإدارة الذاتية.
واعتبرت الإدارة الذاتية أيضاً أن التقارب المرتقب بين تركيا والأسد له هدف رئيس وهو إنهاء مؤسسات الإدارة الذاتية والعمل على تدمير قوات سوريا الديمقراطية، إذ قالت الإدارة الذاتية إن الأسد وتركيا لا يوجد قاسم مشترك بينهما إلا ملف الإدارة الذاتية، وباقي الملفات هم مختلفين كلياً عليها.
كما عقدت الإدارة الذاتية عدداً من الاجتماعات في مناطق سيطرتها بحثت فيها النتائج المترتبة على أي تقارب بين تركيا والأسد، وضرورة الحوار مع باقي المؤسسات لإحباط تأثير التطبيع على الساحة السورية، وفق ما تقول ما تعرف بالإدارة الذاتية.
حراك السويداء:
كان لحراك السويداء ضد النظام والذي يقترب من إتمام عامه الأول، حضور في المواقف السياسية إزاء التحرك التركي للتقارب مع الأسد، إذ عبر المتظاهرون في ساحة الكرامة في السويداء عن رفضهم لهذا التقارب معتبرين أنه خدمة مجانية لبشار الأسد.
كما رفع المتظاهرون في السويداء، شعارات تعتبر التقارب التركي مع الأسد محاولة لتعوميه وتناسي كامل لكل الجرائم التي ارتكبها طيلة السنوات الماضية وأبرزها مجزرة الكيماوي التي أثبتتها مؤسسات دولية.
وطالب متظاهرو السويداء كافة الحراك الشعبي في الشمال السوري بالعمل على إحباط تأثير هذا التقارب على الساحة السورية، معتبرين أن تقارب تركيا مع بشار الأسد لا يمكن أن يمر فوق دماء شهداء سوريا.
السوريون في الخارج:
لاقت تصريحات الرئيس التركي بشأن إمكانية لقاء بشار الأسد، رفضاً كبيراً من اللاجئين السوريين في دول الشتات، إذ تظاهر العشرات أمام سفارات لتركيا في عدد من دول العالم عبر خلالها المتظاهرون عن رفضهم للتطبيع التركي مع بشار الأسد، وأشار المتظاهرون إلى أن التطبيع سيكون خيانة لدماء السوريين.
هذا ورفع المتظاهرون أمام السفارات التركية شعارات تعتبر نظام بشار الأسد مجرم وأن التقارب معه خيانة لمبادئ الإنسانية نظراً لكم الجرائم التي ارتكبها الأسد والتي أكدتها تركيا في كثير من المناسبات.
وطالب السوريون في الخارج خلال مظاهراتهم بالعمل على توحيد القوى السورية السياسية واستعادة القرار السوري، والتأكيد على رفض أي تطبيع مع نظام بشار الأسد الدموي.