جسر – خاص
تتسع دائرة النار، ولا سيما عقب قتل إسرائيل لزعيم ميليشيا حزب الله “حسن نصر الله”، إذ وصلت الضربات إلى محافظة دير الزور، التي تعرضت أمس واليوم الأحد، لسلسلة غارات جوية استهدفت مواقع حيوية للميليشيات المدعومة من إيران.
مصادر خاصة كشفت لصحيفة “جسر” أن غارات جوية أميركية عنيفة استهدفت قرابة الساعة التاسعة من مساء أمس السبت، منجم التبني بريف دير الزور الغربي، وهو من أهم المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية في سوريا، كما أنه مستودع كبير للأسلحة.
وحصلت “جسر” على مقطع مصور خاص يظهر لحظة استهداف الطائرات الأميركية المنجم بالقنابل الفوسفورية الحارقة، وتأتي الضربة بهذا السلاح في محاولة لتدمير المخزون الاستراتيجي للميليشيات الإيرانية.
المصادر أكدت أن الضربات الجوية على الميليشيات الإيرانية في دير الزور استؤنفت بعد نحو ساعتين من ضربة منجم التبني، حيث تعرضت مواقع عسكرية للميليشيات الإيرانية في قريتي الهري والحمدان على الحدود السورية العراقية لقصف جوي مكثف.
الضربات الجوية على البوكمال والهري تبعتها أخرى على مدينة دير الزور، حيث أكدت المصادر الخاصة بالصحيفة تعرض حي هرابش وطب هرابش ورادار مطار دير الزور والتنمية الريفية لضربات جوية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وجميع المناطق المستهدفة هي مقار رئيسية للميليشيات المدعومة من طهران.
المصادر قالت لـ”جسر” إن الضربات المكثفة على مواقع الإيرانيين في دير الزور خلفت نحو 18 قتيلاً وجريحاً من عناصر الميليشيات الإيرانية، وسط تأكيدات بأن الضربات اغتالت قيادياً في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
لم تقتصر الضربات الجوية على دير الزور والبوكمال، إنما امتدت إلى مدينة القورية في الريف الشرقي، حيث استهدفت طائرات مجهولة رتلاً عسكرياً للميليشيات الموالية لطهران، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفها، وفق ما أكدت مصادر خاصة لـ “جسر”.
واعتبرت مصادر “جسر” أن الغارات الجوية التي تعرض لها الإيرانيون في دير الزور، أمس واليوم الأحد، تأتي في سياق ممارسة سياسة الضغط القصوى على الميليشيات لدفعها للخروج من سوريا، وتحييد مخاطرها ولا سيما على القوات الأمريكية في الضفة الشرقية من نهر الفرات.
وكانت صحيفة “جسر” كشفت أمس السبت عن مفاوضات تجري حالياً، لانسحاب “الحرس الثوري الإيراني” والميليشيات التابعة له من سوريا، وذلك بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حركة “حماس” في غزة و”حزب الله” في لبنان، وتهديد تل أبيب بالانتقال إلى سوريا والعراق وإيران، لتنفيذ المزيد من العمليات ضد بقية أضلاع ما يسمى “حلف المقاومة”.
وذكرت مصادر “جسر” أن إيران تريد الانسحاب بهدوء من الصراع المتصاعد مع إسرائيل، وأصبحت مستعدة لسحب جميع ميليشياتها من سوريا قبل العملية العسكرية المحتملة التي هددت إسرائيل بتنفيذها، مضيفة أن المفاوضات ترتكز على كيفية هذا الانسحاب.
وحيال المفاوضات، قالت مصادر “جسر” إن “الحرس الثوري الإيراني” وضع شروطاً للانسحاب، أولها أن يسحب جميع المعدات العسكرية والأسلحة والصواريخ من مقراته في سوريا، خصوصاً تلك المخبأة في نقطة تسمى بـ”منجم التبني” بريف دير الزور الشرقي، وثانيها أن تكون روسيا ضامنة لعملية الانسحاب، وأن ترافق القوات الروسية براً وجواً قوافل الميليشيات الإيرانية خلال انسحابها من البلاد.
وتشير الضربات الجوية على مواقع الإيرانيين في دير الزور إلى أن المفاوضات التي ترعاها القوات الروسية قد وصلت إلى طريق مسدود أو أن إسرائيل والحلف الغربي يضغطون بقوة عبر القصف الجوي لإجبار إيران على الموافقة على الانسحاب دون أي شروط.