هل انسحب حزب الله من مواقع في سوريا؟ وما رؤية الأسد لإيران؟

جسر – دير الزور

قالت مصادر محلية لصحيفة “جسر” إن الأنباء المتداولة عن انسحابات كبيرة لميليشيا “حزب الله” اللبناني من محافظة دير الزور غير دقيقة.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الله ما زال منتشراً في مواقع عسكرية بمحافظة دير الزور شرق سوريا، وأن ما جرى هو إشراك الميليشيات السورية بمقار الحزب.

وأكدت المصادر أن عناصر وقادة “حزب الله” في دير الزور ما زالوا في مواقعهم الرئيسية بدير الزور والبوكمال والميادين، مشيرةً إلى أن المقار الفرعية للحزب شهدت بعض التغييرات فقط.

المصادر قالت أيضاً “الميليشيات المحلية التابعة لإيران هي من تسيطر بشكل شبه كامل على الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وتشاركها في ذلك ميليشيات أفغانية”.

ومن أبرز الميليشيات السورية التي تعمل مع إيران “لواء السيدة زينب” و”الحرس الثوري بدير الزور” وهو ميليشيا جميع عناصرها من السوريين.

حاجة استراتيجية:

بدوره قال الباحث في العلاقات الدولية “محمود علوش” في حديث مع صحيفة “جسر” إن وجود حزب الله في سوريا مهم ويشكل حاجة كبيرة له، وأن الحزب ليس بوارد التفكير بالخروج من سوريا.

كما اعتبر “علوش” أن سوريا تمثل خط إمداد لتسليح حزب الله وكذلك غطاء للحزب، وبالتالي أعتقد أن حزب الله ينظر إلى وجوده كحاجة استراتيجية.

وأضاف “علوش” أن “الأمر يتعلق بالظروف إذا كانت تساعد حزب الله في مواصلة وجوده في سوريا، وبشكل أساسي كيفية تعامل النظام مع وجود الحزب عسكرياً”.

ورقة ائتمان للأسد:

وكانت وسائل إعلام عربية قد أفادت في وقت سابق عن بدء نظام بشار الأسد بالتضييق على ميليشيا حزب الله في سوريا، والحد من تحركات عناصرها.

وبهذا الصدد، نفت المصادر المحلية لصحيفة “جسر” وجود أي تضييق على عناصر وقادة حزب الله في دير الزور، مؤكدة في الوقت ذاته أن ما يشاع عن منع تأجير منازل لعناصر الحزب غير صحيح، كون العناصر يقيمون في مقرات ولا يوجد لهم عوائل”.

وبذات الصدد اعتبر الباحث في العلاقات الدولية “محمود علوش” أن نظام بشار الأسد يريد الحياد في الحرب، والحياد عن هذه الحرب يشكل ورقة إئتمان له، وأي تورط فيها سيترتب عليه مخاطر كبيرة على النظام.

إيران والأسد:

تطرح التساؤلات اليوم عن طبيعة العلاقة المستقبلية بين نظام بشار الأسد وحلفائه في لبنان وإيران، إذ تشير تقارير غربية إلى أن الأسد التزم الصمت في حرب غزة عقب استلامه رسالة تهديد من قبل إسرائيل.

وحيال هذه الأنباء، قالت المصادر المحلية للصحيفة إن العلاقة بين الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد في دير الزور هي ضمن النطاق الطبيعي ولم يتم رصد أي توتر بينهما في الأشهر القليلة الماضية.

وقال الباحث في العلاقات الدولية “محمود علوش” :”أعتقد أنه من المبكر تقييم العلاقة بين الأسد وإيران أنها قد وصلت إلى مرحلة حرجة، ولكن بالتأكيد النتائج التي ستترتب عليها حرب السابع من أكتوبر لن تقتصر على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو المنشهد بين حزب الله وإسرائيل بل ستشمل سوريا”.

كما أضاف “علوش” أن “النظام يحاول النأي بنفسه عن الحرب وعن إيران لكن إيران ما تزال قادرة على الاستفادة من وجودها في سوريا وحتى الآن لا يوجد مؤشرات على ضعف إيراني في سوريا”.

قد يعجبك ايضا